ألقى الدكتور عباس شومان، وكيل الأزهر الأسبق والأمين العام لهيئة كبار العلماء، خطبة الجمعة اليوم من الجامع الأزهر الشريف، تحت عنوان “كيفية الاحتفال بمولد المختار ﷺ”، مؤكدًا أن الاحتفال الحقيقي بمولد النبي محمد ﷺ لا يكون بالمظاهر الشكلية فقط، وإنما باتباع سنته والعمل على إصلاح النفس والمجتمع.
وأوضح الدكتور شومان أن الله تعالى أرسل نبيه ﷺ في وقتٍ سادت فيه الفوضى الأخلاقية والاجتماعية، وانتشر فيه الظلم، ليكون رحمة وهداية للعالمين، فبدّل حال الأمة من الظلمات إلى النور، وأسس مجتمعًا مثاليًا تسوده القيم والعدل والرحمة.
وأضاف أن بعض الخلافات الفقهية، مثل الجدل حول جواز الاحتفال بالمولد النبوي، ليست من أولويات الأمة، بل تُستخدم لتشتيت المسلمين عن قضاياهم الجوهرية، مؤكدًا أن من يرى جواز الاحتفال فله أن يحتفل، ومن لا يراه جائزًا فله ألا يحتفل، لكن يبقى الجوهر في الاقتداء الحقيقي بسنة النبي ﷺ وسيرته العطرة.
دعوة لوحدة المسلمين والالتفاف حول مصر
ودعا الأمين العام لهيئة كبار العلماء إلى ضرورة وحدة الصف الإسلامي، مشددًا على أن الأمة الإسلامية لن تستعيد عزتها إلا إذا توحدت كلمتها وإرادتها، وتكاتفت شعوبها وحكوماتها في مواجهة التحديات التي تحيط بها.
وفي ختام الخطبة، وجّه الدكتور عباس شومان نداءً إلى قادة وشعوب الأمة العربية والإسلامية بضرورة الالتفاف حول مصر، ودعم موقفها الوطني الرافض لتصفية القضية الفلسطينية وتهجير أهل غزة، مؤكدًا أن الأزهر الشريف وعموم الشعب المصري يقفون صفًا واحدًا خلف القيادة السياسية والجيش في هذا الملف المصيري.
وشدد على أن الإسلام دين سلام، لكنه يدعو في الوقت ذاته إلى امتلاك عناصر القوة من اقتصاد وعلم وثقافة، استنادًا إلى قوله تعالى:
“وَأَعِدُّوا لَهُم مَا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ”،
مشيرًا إلى أن السلام لا يتحقق إلا من خلال الردع والقدرة.
