
أكدت الدكتورة أميمة أحمد، الباحثة بمرصد الأزهر لمكافحة التطرف، أن أثر التعليم لا يقتصر على تهذيب الأفراد وتشكيل وعيهم، بل يتعدى ذلك ليكون الركيزة الأساسية في بناء الحضارات وصناعة نهضتها.
وأوضحت الباحثة، خلال تصريحات تليفزيونية، أن الحضارات الكبرى في التاريخ، وعلى رأسها الحضارة الإسلامية، ارتكزت على العلم والمعرفة، حيث ازدهرت حلقات الدرس في بغداد وقرطبة ودمشق والقاهرة، وانتعشت حركة الترجمة والتأليف في مختلف العلوم.
وشددت على أن بناء الأوطان في العصر الحديث مرهون بالاستثمار في التعليم والبحث العلمي، مستشهدة بقول الله تعالى: “وَأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ”، مشيرة إلى أن القوة المقصودة تشمل العلم والتقنية والابتكار، باعتبارها أدوات الاستقلال وتعزيز السيادة.
وأضافت أن الأسرة تُعد المدرسة الأولى التي يتلقى فيها الطفل القيم الأساسية، بينما تكمل المدرسة هذا الدور بتقديم المعرفة وتنمية السلوكيات الإيجابية، في حين تسهم الجامعات في إعداد قادة الفكر والرأي وإنتاج بحوث قادرة على معالجة قضايا المجتمع.
ولفتت إلى أن العالم اليوم يواجه تحديات متشابكة مثل التطرف الفكري، والتحولات الرقمية، وتغير المناخ، والأزمات الاقتصادية، والحروب، مؤكدة أن مواجهة هذه الأزمات لا يمكن أن تتحقق إلا بعقول متعلمة قادرة على الإبداع والابتكار.
وختمت الباحثة بمرصد الأزهر بالتأكيد على أن انطلاقة العام الدراسي الجديد تمثل فرصة لتجديد النوايا وتفعيل دور الأسرة والمعلمين والإدارات التعليمية في إطلاق مبادرات تعزز الوعي المجتمعي، مشددة على أن التعليم المطلوب اليوم يجب أن يدمج بين العلوم الحديثة والقيم الأخلاقية، ليُسهم في صناعة جيل قادر على مواجهة الجهل بالفكر، والعنف بالوعي، والضعف بالعلم.