في الأشهر الأخيرة، أصبح اسم شركة NoorSena نورسينا مادة دسمة للجدل على مواقع التواصل الاجتماعي ومحركات البحث، بعدما انتشرت شكاوى من عملاء أكدوا أنهم تعرضوا لعمليات نصب واحتيال مالي تحت غطاء استثمارات وخدمات رقمية وتكنولوجية.

القصة لم تتوقف عند مجرد منشورات عابرة، بل تحولت إلى ظاهرة أجبرت الكثيرون على البحث عن حقيقة هذه الشركة المثيرة للجدل.

تُعرف شركة NoorSena نورسينا – بحسب ما يتم تداوله – بأنها شركة تعمل في مجال الخدمات الرقمية والتسويق الإلكتروني والتكنولوجيا، وتقدم نفسها كمنصة مبتكرة قادرة على فتح آفاق استثمارية مربحة للعملاء.

لكن سرعان ما تحولت الصورة الوردية إلى كابوس، بعد أن كشف عملاء عن تعرضهم لما وصفوه بـ “الخديعة المالية”، حيث دفعوا مبالغ ضخمة مقابل وعود بمشروعات لم تر النور، أو استثمارات توقفت فجأة بلا مبرر.

شكاوى العملاء: وعود براقة وواقع مرير

عدد من العملاء نشروا قصصهم عبر منصات التواصل، مؤكدين أن شركة نورسينا NoorSena جذبتهم من خلال إعلانات بصرية جذابة ووعود بأرباح خيالية، لكن بعد تحويل الأموال، فوجئوا بالمماطلة أو التوقف التام عن الرد.

قال بعض الضحايا إنهم دفعوا مبالغ تتراوح بين آلاف الجنيهات وعشرات الآلاف، على أمل الحصول على عائدات استثمارية لكنهم اكتشفوا – على حد قولهم – أن الشركة تتهرب من التزاماتها وتغلق قنوات التواصل تدريجيًا.

نورسينا وغياب الخدمات الفعلية

اتهام آخر متكرر هو أن الشركة لا تقدم خدمات حقيقية على أرض الواقع، وإنما تعتمد على التسويق لنفسها فقط لجذب المزيد من العملاء الجدد.

لماذا تصاعد الجدل حول شركة نورسينا NoorSena؟

الجدل لم يأتِ من فراغ، بل هناك عدة عوامل ساعدت على تفجير القضية، من بينها كثرة الشكاوى من الضحايا، مع كل يوم جديد، تظهر على السوشيال ميديا منشورات جديدة لأشخاص يؤكدون أنهم خسروا أموالهم مع الشركة، مما أعطى القضية زخمًا سريع الانتشار.

أما عن غياب الشفافية فالشركة – وفق ما يقال – لا تعلن بوضوح عن هويتها القانونية أو تراخيصها الرسمية، وهو ما يثير الشكوك حول جدية نشاطها.

كما اعتمدت شركة NoorSena نورسينا على إعلانات بصرية مكثفة على فيسبوك وإنستجرام وتيك توك، تستهدف فئة الشباب الباحثين عن فرص استثمارية سريعة، وهو ما ساعدها على الانتشار رغم غياب الثقة.

خبراء: نورسينا تكرار لنمط معروف لشركات مشبوهة

يرى خبراء الاقتصاد الرقمي أن NoorSena ليست حالة فريدة، بل تكرار لنمط معروف لشركات مشبوهة، من خلال إبهار العميل بعروض استثمارية مغرية، والحصول على دفعات مالية أولية، والمماطلة في تسليم العائد أو المنتج، فضلا عن الاختفاء أو تغيير الهوية مع ظهور شكاوى جماعية.

ويحذر الخبراء خلال حديثهم لـ بوابة سوشيال برس، من أن مثل هذه الشركات تعتمد على الثقة الساذجة والجهل بقوانين الاستثمار، مما يسهل عليها الإيقاع بالضحايا.

حق رد مكفول.. وصمت يثير الشكوك

حتى لحظة كتابة هذا التقرير، لم تصدر NoorSena أي بيان رسمي لتوضيح موقفها أو الرد على الاتهامات المتصاعدة.

هذا الصمت جعل الكثيرون يعتقدون أن الشركة تهرب من المواجهة، بينما يرى آخرون أنها قد تعيد ترتيب أوراقها قبل الظهور مجددًا بشكل مختلف.

ضحايا NoorSena يروون قصصهم

شهادة “محمد. ر” اسم مستعار– استثمار ضاع في الهواء

يقول: “دفعت 50 ألف جنيه في مشروع تسويقي وعدوني إنه هيجيب أرباح خلال 3 شهور.. بعد شهرين بدأوا يختفوا، والمشروع اتقفل ومافيش أي عائد رجعلي.”

شهادة “أ. ك” اسم مستعار – وعود فارغة

“عرضوا عليا أدخل معاهم استثمار.. دفعت مبلغ كبير، وبعدها اكتشفت إن نفس العرض بيتكرر مع عشرات الأشخاص بنفس الشروط.. للأسف ده كان فخ.”

أما عن الجانب القانوني للأمر، فتبقى أبرز علامات الاستفهام المثارة: هل لدى NoorSena تراخيص رسمية لمزاولة نشاطها؟

حتى الآن، لم يتم رصد أي بيانات رسمية تؤكد ذلك، وهو ما يجعل موقفها القانوني موضع شك.

غياب هذه التراخيص قد يعرض الشركة – إذا ثبتت الاتهامات – إلى مساءلات قانونية صارمة.

كيف تحمي نفسك من شركات مثل NoorSena؟

الجدل حول NoorSena يسلط الضوء على أهمية الوعي الاستثماري، وهنا بعض النصائح:

ابحث عن التراخيص قبل الاستثمار مع أي شركة.

لا تنجذب للإعلانات البراقة التي تعد بأرباح سريعة.

اطلع على تجارب العملاء السابقين عبر الإنترنت.

استشر خبراء ماليين قبل ضخ أي مبالغ كبيرة.

احذر من الشركات التي ترفض الشفافية في تفاصيل العقود.

مع استمرار تصاعد الشكاوى، يبدو أن الشركة المزعومة نورسينا أمام خيارين لا ثالث لهما، إما أن تخرج ببيان رسمي وتوضح موقفها، وترد على الاتهامات بشفافية، أو تختفي تمامًا كما فعلت شركات مشابهة من قبل، تاركة وراءها عشرات الضحايا.

وفي الحالتين، يبقى اسم NoorSena علامة بارزة في قائمة الشركات المثيرة للجدل على الإنترنت، ما لم تظهر أدلة قاطعة تثبت براءتها أو إدانتها.