
افتتح مجمع البحوث الإسلامية، أمس الأحد، فعاليات الأسبوع الحادي عشر للدعوة الإسلامية بالجامع الأزهر، تحت شعار: «سيرة ميلاد وبناء أمجاد»، ضمن حملة “فاتبعوه” التي أطلقها المجمع احتفاءً بذكرى المولد النبوي الشريف.
بدأت الفعاليات بندوة شارك فيها الدكتور حسن يحيى، الأمين العام المساعد للجنة العليا لشئون الدعوة، والدكتور أشرف شعبان، أستاذ الدعوة الإسلامية بجامعة الأزهر، وأدارها الشيخ يوسف المنسي، عضو أمانة اللجنة العليا لشئون الدعوة.
وخلال الندوة، شدد الدكتور حسن يحيى على أن الأدب مع الرسول ﷺ واجب شرعي، باعتباره المنقذ الذي أخرج البشرية من الظلمات إلى النور. وأوضح أن صور الأدب التي وردت في القرآن الكريم تشمل خفض الصوت عند مخاطبته، والتسليم بما جاء به، محذرًا من أن سوء الأدب مع مقامه الشريف قد يُحبط الأعمال، بينما يورث حسن الأدب مغفرة وأجرًا عظيمًا.
وأشار إلى أن الناس في التعامل مع السنة فريقان: الأول سلّم بكل ما جاء به النبي ﷺ فاستكمل الأدب معه، والثاني أنكر بعض سنته بحجة العقل والفكر، معتبرًا ذلك إخلالًا كبيرًا بالأدب مع مقام النبوة.
من جانبه، أكد الدكتور أشرف شعبان أن محبة النبي ﷺ ركن أساسي لكمال الإيمان، مستشهدًا بقوله ﷺ: «لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحبَّ إليه من والده وولده والناس أجمعين». وبيّن أن الصحابة -رضي الله عنهم- قدّموا أروع صور التوقير لرسول الله ﷺ، فلم يرفعوا أصواتهم عنده وجلسوا بين يديه بخشوع ووقار، مشيرًا إلى أن محبته الحقيقية تتمثل في اتباع نهجه والاقتداء بأخلاقه في العبادات والمعاملات.
وأكد أن الأدب مع النبي ﷺ هو طريق إلى رضوان الله ورفعة الدرجات، وأن كل عمل يجمع بين العبادة والاتباع مضاعف الأجر والفضل.