نورسينا NoorSena للاستثمار المالي بين وعود الاستثمار واتهامات الضحايا.. قصة شركة أثارت الجدل على الإنترنت

في عالم يموج يوميًا بعشرات الشركات الناشئة التي تعد بفرص استثمارية مغرية وكبيرة، برز اسم نورسينا NoorSena للاستثمار المالي ليشغل حيزًا واسعًا من النقاش على السوشيال ميديا ومحركات البحث.
الشركة التي قدّمت نفسها كمنصة متخصصة في الخدمات الرقمية والتسويق الإلكتروني، تحوّلت بشكل سريع من كونها حلمًا استثماريًا للشباب مختلف جنسياتهم واتجاهاتهم وخاصة الباحثون عن الربح السريع، إلى مادة دسمة للجدل بعد أن تكاثرت شكاوى عملاء قالوا إنهم تعرضوا لما وصفوه بـ “الخديعة المالية” ، على حد تعبيرهم.
وخلال الأشهر الأخيرة، بات اسم نورسينا NoorSena حاضرًا بقوة وخاصة في مئات المنشورات ما بين تحذيرات، وشهادات شخصية، وأسئلة تبحث عن الحقيقة بشأن: هل نحن أمام مشروع رقمي مبتكر ضحية لسوء الفهم من العملاء، أم أمام نموذج جديد لأساليب الاحتيال تحت غطاء الاستثمار الرقمي؟.
صورة وردية انقلبت إلى كابوس
عند الترويج لخدماتها، قدّمت NoorSena نورسينا نفسها وسط آلاف الشركات باعتبارها شركة قادرة على فتح آفاق مالية واسعة، وذلك من خلال الاستثمار في حلول تكنولوجية مبتكرة وخدمات تسويق رقمي متطورة أيضا.
لكن سرعان ما تبددت تلك الصورة لدى الكثيرين، إذ خرج العديد من العملاء على منصات مثل فيسبوك وتيك توك وإنستجرام ليرووا قصصًا مختلفة تمامًا ومتنوعة، تتحدث عن مبالغ مالية ضخمة دفعوها على أمل تحقيق أرباح مستقبلية من الاستثمار في الشركة المزعومة، لكن المشاريع الموعودة لم تر النور، والعوائد المنتظرة لم تصل إليهم.
أحد المعلقين كتب: كانت البداية مبشرة جدًا جدا.. عروض قوية، تواصل مستمر، وضمانات شفوية متواصلة لكن بعد ما حولنا الأموال، بدأت المماطلة، وبعدها انقطع التواصل ” بشكل تام.
شهادات العملاء.. من الحلم إلى الخسارة
“محمد. ر” – اسم مستعار – يحكي قصته: لـ محرر سوشيال برس: دفعت 50 ألف جنيه مصري وبعض العملات الأجنبية في مشروع تسويقي ضخم قالوا إنه هيحقق أرباح خلال 3 شهور.. وبعد شهرين بدأت الشركة تختفي تدريجيًا، وقفلوا المشروع من غير أي عائد ولم يردوا حتى أصل الأموال.”
“أ. ك” – أحد المشاركين – يروي لـ سوشيال برس، قائلا: العرض كان مغري جدًا.. نفس الشروط اللي قدموها ليا اكتشفت إنها اتكررت مع عشرات الأشخاص تلك النصباية.. للأسف الموضوع كان مجرد فخ اتكرر مع ناس كتير قبلي.
هذه الشهادات – المنتشرة على نطاق واسع على السوشيال ميديا والمواقع الإلكترونية – خلقت حالة من التشكيك العام في الشركة، ودَفعت متابعين للتساؤل عن حقيقة نشاطها.
أين الخدمات الموعودة؟
الانتقادات لم تتوقف عند حد “الوعود البراقة” فحسب؛ بل وصل الأمر إلى اتهامات بأن الشركة لا تقدم خدمات حقيقية من الأساس على أرض الواقع.
فبحسب ما يرويه عملاء سابقون، كانت كل أنشطة NoorSena – نورسينا للاستثمار المالي تتركز في التسويق لنفسها فقط فضلا عن جذب عملاء جدد، من دون وجود منتج فعلي أو استثمارات واضحة المعالم.
هذا النمط – وفق خبراء – ليس جديدًا، بل يشبه كثيرًا ممارسات شركات مشبوهة ووهمية اعتمدت على استقطاب ضحايا جدد لتمويل استمرارها، إلى أن تنكشف حقيقتها في نهاية الأمر.
لماذا تصاعد الجدل حول نورسينا NoorSena؟
جدير بالذكر أن هناك عدة أسباب جعلت اسم الشركة ينتشر بسرعة على مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة:
تزايد الشكاوى الفردية والجماعية بشكل عام، إذ ينشر يوميًا تقريبًا أشخاص جدد قصصهم مع الشركة المزعومة، وغياب الشفافية، حيث لم تقدم نورسينا – حتى الآن – أي بيانات واضحة عن وضعها القانوني أو تراخيصها، فضلا عن التركيز على الشباب عبر إعلانات بصرية مكثفة على السوشيال ميديا، وهي الفئة الأكثر بحثًا عن دخل إضافي واستثمارات سريعة، بالإضافة إلى الصمت الرسمي، فالشركة لم تصدر أي بيان توضيحي من الأساس رغم حجم الضجة المتزايد.
خبراء الاقتصاد: النمط متكرر
خبراء الاقتصاد الرقمي الذين تحدثوا لـ سوشيال برس، في وقت سابق، أكدوا أن ما يحدث مع NoorSena – نورسينا للاستثمار المالي يشبه تمامًا أساليب شركات ظهرت من قبل.
الآلية واحدة، والتي تتمثل في إبهار العميل بعروض استثمارية “مضمونة”، استلام مبالغ أولية، ثم المماطلة أو الاختفاء بعد فترة قصيرة.
ويضيف الخبراء في حديثهم أن هذه الشركات غالبًا تستفيد من ضعف الثقافة المالية وقلة معرفة العملاء بالقوانين أيضا، مما يسهل وقوعهم في الفخ.
حق الرد.. غائب حتى الآن
رغم الانتشار الكبير للاتهامات، تلتزم الشركة الصمت ولم تُصدر NoorSena حتى لحظة كتابة هذه السطور أي توضيح رسمي أو رد على ما يُثار ضدها من أقاويل وتكشف حقيقتها.
هذا الغياب عزز الشكوك، فالبعض يرى أنه هروب متعمد من المواجهة، بينما يعتقد آخرون في هذا الشأن أن الشركة ربما تعيد ترتيب أوراقها قبل العودة للظهور بهوية جديدة.
الجانب القانوني.. علامات استفهام كبيرة
من بين أبرز التساؤلات المطروحة حتى الآن: هل تملك نورسينا NoorSena للاستثمار المالي تراخيص رسمية لمزاولة نشاطها في مصر أو أي دولة أخرى من الأساس؟
وإذا ثبت غياب هذه التراخيص بالفعل، فقد تواجه الشركة – في حال تحرك الجهات المختصة – مساءلات قانونية صارمة، خاصة مع وجود شكاوى كثيرة موثقة من عدد كبير من المتضررين.
كيف تحمي نفسك من شركات مشابهة؟
القضية تفتح الباب أمام درس مهم للمهتمين بالاستثمار، وفقا لخبراء في هذا المجال يوجهون عدة نصائح وهي: تحقق من وجود تراخيص رسمية قبل التعامل مع أي شركة، لا تنخدع بالإعلانات التي تعد بأرباح خيالية وسريعة، ابحث دائمًا عن تجارب سابقة موثوقة قبل ضخ أي أموال، واستشر خبراء ماليين أو قانونيين قبل توقيع عقود، ابتعد عن أي كيان يرفض الشفافية أو يماطل في توضيح تفاصيل نشاطه.
مع استمرار الشكاوى اليومية وصمت الشركة، يبدو أن NoorSena أمام خيارين لا ثالث لهما من وجهة نظر أحد الخبراء، إما أن تظهر ببيان شفاف يوضح حقيقة نشاطها ويعيد الثقة بينها وبين العملاء، أو أن تنضم إلى قائمة طويلة من الشركات التي اختفت فجأة بعد أن تركت وراءها عشرات الضحايا وخسائر مالية باهظة وما أكثرها في الآونة الأخيرة، ولكن في الحالتين الآخرتين، سيبقى اسم نورسينا NoorSena حاضرًا كواحد من أبرز النماذج المثيرة للجدل في ساحة الاستثمارات الرقمية.