
رد المتحدث باسم وزارة الداخلية السورية، نور الدين البابا، على مظاهرة الأموي المثيرة للجدل، والتي أساءت لمصر ودورها في دعم القضية الفلسطينية.
وقال البابا في حديثه لـ”تلفزيون سوريا”، إن بعض الأطراف استغلّت مأساة الشعب الفلسطيني في غزة ورفع شعار نصرة القضية الفلسطينية، في مظاهرات أمام الجامع الأموي، بينما كان الهدف الحقيقي هو الإساءة لعلاقات سوريا مع الأشقاء العرب.
شخصيات مرتبطة بالنظام البائد في مظاهرة الأموي
وأوضح أن الوزارة تتابع خلفيات المشاركين في هذه المظاهرات، خصوصًا أولئك الذين ثبت ارتباطهم بما وصفه بـ”النظام البائد”، مؤكداً أن تحريك مثل هذه الفعاليات المسيئة يهدف إلى ضرب وحدة الصف العربي والتأثير على موقف سوريا الداعم للقضية الفلسطينية.
وأضاف أن المشاركة في الوقفات التضامنية لا تعني بالضرورة انتماء جميع المشاركين إلى جهات مشبوهة، مشددًا على أن الشعب السوري يقف بجانب القضية الفلسطينية بشكل ثابت وراسخ، لكنه فرّق بين الدعم الصادق لحقوق الفلسطينيين وبين محاولات استغلال هذه القضية العادلة للإساءة للدول العربية وللعلاقات الأخوية.
مخططات قديمة لا تعبر عن الشعب السوري
وأكد البابا أن التاريخ السياسي لبعض الشخصيات التي قادت هذه التحركات يوضح ارتباطها بمخططات قديمة لا تعبّر عن توجهات الشعب السوري، مضيفًا أن ما جرى لا يمكن تفسيره على أنه مبادرة “حسن نوايا”.
وكانت وزارة الخارجية السورية قد أصدرت بيانًا رسميًا أدانت فيه الهتافات المسيئة لمصر، التي رددها بعض الأفراد خلال وقفة تضامنية في دمشق مع غزة. وأكدت الخارجية أن هذه التصرفات لا تمثل الشعب السوري ولا تعكس موقفه تجاه مصر، قيادةً وشعبًا، وإنما تقتصر على من قام بها فقط.
وأثار مقطع الفيديو المتداول لتلك الهتافات جدلًا واسعًا على منصات التواصل الاجتماعي، وأدى إلى موجة غضب في الأوساط المصرية، في وقت شددت فيه دمشق على حرصها على العلاقات التاريخية والأخوية مع القاهرة وباقي الدول العربية.
اقرأ أيضًا
“لا تنكروا الفضل”.. رسالة نارية من والد أحمد الشرع للمسيئين لمصر
وفي وقت سابق، علّق حسين الشرع، والد الرئيس السوري أحمد الشرع، على ما أثير مؤخرًا بشأن إساءة بعض الأصوات السورية لمصر، مؤكدًا أن أي تطاول على مصر هو تطاول على الأمة العربية بأكملها.
أصوات منفرة تتهجم على مصر
وكتب الشرع عبر حسابه على “فيسبوك”: “ظهرت في الآونة الأخيرة بعض الأصوات المنفّرة التي تتهجم على مصر، وما علموا أن الإساءة لمصر هي إساءة للشام كله، فمصر الأخ الأكبر للعرب تاريخًا وحاضرًا ومستقبلًا، ومن يسيء لها يسيء لأمة العرب والمسلمين”.

قوة مصر تعني قوة العرب
وشدد على أن لمصر دورًا تاريخيًا لا يجوز المساس به، مؤكدًا أن قوة مصر تعني قوة العرب جميعًا. وأضاف أن مصر وسوريا لطالما شكّلتا وحدة واحدة في السراء والضراء، مشيرًا إلى محطات تاريخية جمعت البلدين، بدءًا من العدوان الثلاثي عام 1956، ثم قيام الجمهورية العربية المتحدة، وصولًا إلى حرب أكتوبر 1973، التي خاضها الجيش السوري والجيشان المصريان الثاني والثالث كتجسيد للوحدة العسكرية.
مصر فتحت بيوتها للسوريين
واستذكر الشرع استقبال مصر لآلاف السوريين خلال سنوات الحرب، مشيرًا إلى أن الشعب المصري فتح بيوته وقلوبه للسوريين، وتعامل معهم كأهل لا كلاجئين، قائلاً: “في مصر وجد السوريون فرص العمل والحياة الكريمة دون مضايقات أو عنصرية، وهذا وفاء لرابطة الدم والأخوة”.
أهل مصر دائما في القلب
وأضاف: “من لا يشكر الناس لا يشكر الله، ومصر لا تحتاج إلى شكرنا لأنها دائمًا مصر المضيافة، التي تفتح أبوابها لفعل الخير”.
واختتم والد الرئيس السوري كلماته برسالة ود ومحبة: “إلى أهلنا في مصر، أنتم في القلب دائمًا وأبدًا، وصلاتنا لم تنقطع، لأننا شعب واحد وأهل، لنا ماضٍ وحاضر ومستقبل مشترك، وسيبقى الود بيننا لا ينقطع أبدًا.”