خطيب الجامع الأزهر: سورة “محمد” تُعلّمنا الفرق بين طريق الهداية والضلال وتدعو الشباب للعمل والابتعاد عن الإفساد

ألقى الدكتور هاني عودة، مدير عام الجامع الأزهر الشريف، خطبة الجمعة اليوم من داخل الجامع الأزهر، حيث تناولت تأملات في سورة “محمد”، موضحًا أنها ليست سردًا لسيرة النبي ﷺ أو فتوحاته، بل جاءت كمناظرة بين الإيمان والكفر، ترسم بوضوح طريق الهداية وتوضح جزاء من سلكوه، مقابل من أعرضوا عنه.
وأكد عودة أن السورة تبدأ ببيان قوي: ﴿ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّهِ أَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ ﴾، لتبين بوضوح الفرق بين أهل الطاعة وأهل الإعراض، وتدعو الناس، خاصة الشباب، إلى تحصيل المال الحلال والبعد عن الفساد بكل صوره.
وأشار خطيب الجامع إلى أن السورة ختمت بتذكير صريح بحقيقة الدنيا باعتبارها لهوًا ولعبًا، بينما الآخرة هي دار البقاء، مشددًا على أن الإنسان إن أعرض عن الطاعة فإن الله يستبدله بغيره، أما إن أطاع، مكنه الله في الأرض وهداه إلى صراطه المستقيم.
وفي جانب تربوي وأخلاقي، حذّر عودة من خطورة الخمر والمخدرات التي ورد تحريمها في السورة، باعتبارها دمارًا للعقل والمجتمع، منبهًا إلى دور الأسرة في تربية الأبناء، مؤكدًا أن الإهمال في هذا الدور، لا سيما مع الفتيات، يمثل صورة معاصرة لما كان عليه وأد البنات في الجاهلية، مشيرًا إلى أن ما يُنشر من مظاهر على مواقع التواصل يسيء للمرأة ويجردها من قيمتها الحقيقية.
وقال إن الإسلام كرم المرأة وجعلها محورًا لإصلاح المجتمع، مستشهدًا بقول النبي ﷺ: “استوصوا بالنساء خيرًا”.
وشدد على أهمية تدبر القرآن، مذكرًا بقول الله تعالى: ﴿ أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلى قُلُوبٍ أَقْفالُها ﴾، داعيًا كل مسلم إلى المبادرة بالخروج من المعصية إلى الطاعة، وتحري المال الحلال، والحرص على تربية الأبناء تربية صالحة، وصلة الأرحام، والإحسان إلى الجيران، والسير على خطى النبي محمد ﷺ.
وفي ختام الخطبة، توجه بكلمة إلى أهل غزة، مبشرًا إياهم بالنصر، مؤكدًا أن من استشهد منهم في سبيل الله فهو في جنات النعيم، مستشهدًا بقول الله تعالى: ﴿ بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ ﴾، محذرًا الظالمين بأن الله مطّلع على أفعالهم، وإن أمهلهم، فإنه لا يُهمل، كما قال تعالى: ﴿ وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ ﴾.