
أجابت دار الإفتاء المصرية على استفسار ورد إليها بشأن حكم استخدام لفظ “سيدنا” عند الحديث عن الإمام الحسين رضي الله عنه، حيث قال السائل إن أحدهم أنكر عليه استخدام هذا التعبير، مستشهدًا بحديث: “إنما السيد الله”.
وأوضحت دار الإفتاء، عبر صفحتها الرسمية على موقع “فيس بوك”، أن إطلاق لفظ “سيدنا” على الإمام الحسين، وكذلك على باقي أهل البيت الكرام، هو أمر مشروع ومقبول شرعًا.
وقالت الدار إن هذا التعبير يعكس حسن الأدب وتقدير الشخصيات العظيمة من أهل البيت، ولا يتعارض مع تعظيم الله سبحانه وتعالى، ولا يؤدي إلى التقليل من شأن سائر الخلق، كما قد يتوهم البعض. وأكدت الدار أن هذا الأمر مدعوم بأدلة من القرآن والسنة، بالإضافة إلى ممارسات الصحابة وعبارات العلماء التي تداولت هذا الأسلوب.
وفيما يتعلق بالحديث الذي استشهد به السائل، قالت دار الإفتاء إن المقصود بحديث “السَّيِّدُ الله” هو أن الله سبحانه وتعالى هو السيد الحقيقي، والمالك المطلق لكل شيء، وأن جميع البشر هم عبيده، لذا لا يجوز لأي إنسان أن يتعاظم أو يتفاخر بلقب “سيد”. ومع ذلك، فإن استخدام لفظ “سيدنا” في سياق تكريمي، كما في قول “سيدنا الحسين” أو “سادتنا أهل البيت”، لا يتنافى مع التعظيم الموجه لله تعالى.
وأضافت دار الإفتاء أن الإمام الحسين هو أبو عبد الله الحسين بن علي بن أبي طالب، ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأحد سبطيه الكرام. وذكرت الدار حديثًا للصحابي الجليل أبي أيوب الأنصاري، قال فيه: “دخلت على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم والحسن والحسين يلعبان بين يديه، وفي حجره، فقلت: يا رسول الله أتحبهما؟ فقال: «وَكَيْفَ لَا أُحِبُّهُمَا وَهُمَا رَيْحَانَتَايَ مِنَ الدُّنْيَا أَشُمُّهُمَا»”، وهذا الحديث رواه الطبراني والبخاري، مما يدل على مكانتهما العظيمة في قلب النبي صلى الله عليه وسلم.