
تشهد العاصمة القطرية الدوحة، اليوم الإثنين، قمة عربية إسلامية استثائية، لبحث رد على الهجوم الإسرائيلي على قطر، واستهداف عناصر المفاوضين الفلسطينيين في مقر انعقاد اجتماعهم بالدوحة.
ويبحث القادة تداعيات الهجوم الإسرائيلي الأخير على قطر، والذي استهدف مقار سكنية تضم قيادات من المفاوضين الفلسطينيين، ما اعتُبر انتهاكًا صارخًا للسيادة القطرية.
وجاءت الدعوة لعقد القمة من أمير دولة قطر، حيث أكدت الدوحة أن الهجوم يمثل سابقة خطيرة في العلاقات الدولية، ويتطلب ردًا عربيًا وإسلاميًا موحدًا.
وسبق القمة اجتماع وزراء الخارجية العرب والمسلمين، الذين ناقشوا صياغة مسودة البيان الختامي المتوقع صدوره في ختام القمة.
الغائبون عن قمة الدوحة
شهدت العاصمة القطرية الدوحة، منذ مساء الأحد، توافد عدد من قادة الدول ورؤساء الحكومات للمشاركة في فعاليات القمة العربية الإسلامية، على رأسهم رئيس مصر عبد الفتاح السيسي، والرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني، والرئيس الفلسطيني محمود عباس، إضافة إلى الرئيس الجيبوتي إسماعيل عمر جيله، والرئيس الصومالي حسن شيخ محمود، ورئيس المجلس الرئاسي الليبي محمد المنفي.
كما استقبلت الدوحة نائب رئيس غامبيا محمد جالو، الذي وصل ممثلاً لبلاده، وكان في استقباله كبار المسؤولين القطريين.
ورغم الحضور الرفيع والمشاركة الواسعة، غاب بعض قادة الدول العربية والإسلامية عن القمة، حيث اقتصرت مشاركاتهم على إرسال وزراء خارجية أو مسؤولين بمستوى نواب، ومن أبرز الغائبين الرئيس التونسي قيس سعيد، وسلطان عمان هيثم بن طارق، وملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة، وأمير الكويت الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح.
3 وصايا من ترامب قبل القمة العربية الإسلامية
وحرص الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على توجيه تحذير شديد اللهجة إلى إسرائيل، قبيل ساعات من انعقاد القمة العربية الإسلامية في الدوحة لبحث الهجوم الإسرائيلي على قطر.
وقال ترامب، في تصريحات للصحفيين اليوم الإثنين، إن على إسرائيل أن “تكون حذرة وتفكر مليا في من تهاجمه، ويجب فعل شيء تجاه حماس، لكن يجب أن تفكر جيدا في عواقب أفعالها”، مؤكدا أن “التصرفات غير المحسوبة” قد تؤدي إلى زعزعة الاستقرار بالمنطقة.
وقال ترامب إن قطر حليف رائع للولايات المتحدة، و”أمير قطر الشيخ تميم بن حمد شخص رائع، وبلاده شريك مهم لنا في الشرق الأوسط”.
أبرز المحاور المتوقعة لـ القمة العربية الإسلامية
وتوقع دبلوماسيون أن يتضمن البيان الختامي لـ القمة العربية الإسلامية عدة نقاط رئيسية، من أبرزها:
- إدانة العدوان الإسرائيلي واعتباره اعتداءً على دولة عربية وإسلامية ذات سيادة.
- التأكيد على أن أمن قطر جزء لا يتجزأ من الأمن القومي العربي والإسلامي.
- الدعوة إلى تحرك دبلوماسي دولي لوقف الاعتداءات ومساءلة إسرائيل عن خرقها للقوانين الدولية.
- بحث خطوات قانونية أمام الأمم المتحدة والمحاكم الدولية لتعزيز الموقف القطري.
- التشديد على وحدة الصف العربي والإسلامي في مواجهة أي تهديدات تمس استقرار المنطقة.
وتُعتبر هذه القمة من أهم اللقاءات العربية والإسلامية خلال السنوات الأخيرة، ليس فقط لكونها تبحث الاعتداء الإسرائيلي على قطر، وإنما أيضًا لأنها تعكس إجماعًا عربيًا وإسلاميًا على ضرورة مواجهة التحديات المشتركة بروح من التضامن.
وتحظى القمة بمتابعة دولية كبيرة، إذ تترقب العواصم العالمية مخرجاتها، خاصة وأنها قد تفتح الباب أمام مرحلة جديدة من التنسيق العربي والإسلامي في الملفات الأمنية والسياسية.