يبقى الشيء المُخجل كل عام فور إعلان الفائز بجائزة نوبل “فرع الأدب”، هو حالة الصراخ والعواء والبكاء والندب التي تنتاب بعض الأدباء والشعراء العرب، لا سيما المصريين منهم؛ حيث يشككون في أحقية الفائزين بها، ويتهمون القائمين عليها بعدم العدالة والشفافية، كما تطال الاتهامات الفائزين أيضًا بعدم الجدارة والأحقية..وهنا لنا وقفاتٌ عدة نوجزها في السطور التالية:
-بعيدًا عن المرشح الدائم “بالإكراه” للجائزة الأرفع على مستوى العالم، وهو الشاعر السوري “أدونيس”، فقد بيَّنا في مقال منشور في “المصري اليوم” جانبًا من الحقيقة المخفية عن الشاعر الذي يقترب من عامه المائة، وكيف أنَّ كل أعمال منحولة مسروقة، كما ذكر الدكتور “صالح عضيمة” فى كتابه: «شرائع إبليس فى شعر أدونيس» الصادر عن مكتبة «مدبولى للنشر»، حيث دعا مؤلفه الشاعر المثير للجدل إلى مناظرة مُتلفزة، ووجَّه كلامه إليه قائلاً: «لأبيّن لك أمام الناس، كل الناس، أنك شاعر مُحتال ماكر، وأن أكثر شعرك مسروق ملطوش، وأن كتابك «الثابت والمتحول» هو من صُنع مُعلمك ومرشدك «بولس نويا»، وليس لك فيه ضربة قلم، ولأبيِّنَ لك أشياء أخرى مهولة، تكاد لهولها تُخرج الإنسانَ من نفسه، وليس من جلبابه فقط”.
-وعطفًا على النقطة السابقة.. فإنَّ “أدونيس” وضع للأجيال التي جاءت بعده طريقًا للحصول على الجوائز الدولية، يمكن اختصاره في إعلان الحرب على الإسلام والاحتشاد الدائم والمستمر في خندق الكارهين للدين الخاتم، وهو ما فعله كثيرون، لا سيما في مصر، حيث ينشطون كل عام، وقبيل إعلان اسم الفائز، بإظهار بغضهم للإسلام ويتعمدون التطاول على ثوابته والاستهزاء بشعائره؛ حتى يلفتوا إلى أنفسهم الأمارة بالسوء الأنظار والاهتمام.
-وتأكيدًا على النقطة السالفة.. فقد رأينا فريقًا منهم يتطوعون من عند أنفسهم إلى ترشيح الأديب الهندي “سلمان رشدي” صاحب الرواية المسيئة للرسول الكريم: “آيات شيطانية”، قبيل إعلان اسم المرشحة الفرنسية العجوز “آني إرنو”؛ زاعمين جدارته وأحقيته بها؛ ليس لأنه أديب كبير مثلاً، ولكن لأنه طالما أساء الأدب بحق الرسول الكريم.
-على ذِكر “آني إرنو”..فيجب التأكيد على أن صاحبة كتاب: “الكتابة بشكل حاد كسكِّين” عدو لدود للكيان الصهيوني، وهو ما دعا الصحافة الإسرائيلية إلى انتقاد تتويجها بـ”نوبل”، في الوقت الذي لا يخفى فيه على أحد حالة التطبيع أو الحياد الذي يعلنها الطامعون العرب في “نوبل”؛ فهم إمَّا مُطبعون بشكل واضح وصريح، وإمَّا يلتزمون الحياد بشأن الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، ولا تكتب أقلامهم كلمة واحدة ضد إسرائيل!
-أديبة “نوبل” الأحدث لم تناهض يومًا دينها ولم تعلن الحرب عليه، كما يفعل أدباؤنا وشعراؤنا من “مجاذيب نوبل”، ولم تنضم تحت لواء الحركات النسوية الغاشمة، ولم تحرض على مبادرة: “الزوجة غير مُلزمة”، ولم تدعُ النساء إلى ترك الزواج، ولم تشجع فكرة الحمل خارج الإطار الشرعي، ولم تقف في صفوف المدافعين عن المثليين، بل هي سيدة طبيعية جدًا، فهي زوجة وأم!!
-أتفهم دوافع المتشككين المصريين في جائزة “نوبل”، والتلويح بأحقيتهم وجدارتهم عمن سواهم؛ فهم يفوزون بجوائز محلية “هنا” من خلال تربيطات مشبوهة لا تخفى على أحد.. والسجالات والتراشقات التي تصاحب إعلان أسماء الفائزين بجوائز الدولة -كل عام- خير دليل وبرهان.
-هالني أن بعضًا من الموهومين المصريين بأحقيتهم بـ”نوبل” ممن أظهروا سواد أفئدتهم على صفحاتهم بمواقع التواصل الاجتماعي، فور إعلان تتويج الأديبة الفرنسية، يخطئون في الإملاء وقواعد النحو والصرف السيطة جدًا، فكيف حصل مثل هؤلاء على جوائز مصرية رفيعة جدًا إلا إذا كانت الأمور تمضي كما أوضحت في النقطة السالفة؟
-وإجمالاً..فإن فوز الفرنسية “آني إرنو”، ومن قبلها التنزاني “عبد الرزاق قرنح” في العام الماضي، أثبت عمليًا أنه يمكن اقتناص الجائزة ذات العائد المالي الكبير جدًا دون استعداء أديان السماء، ودون مغازلة إسرائيل، ودون الخروج عن الأخلاقيات والأعراف، ولكن عبر أعمال أدبية حقيقية وجادة وصادقة لا يشوبها ما يشوب أعمال “أدونيس” ورفاقه وتلاميذه ومُحبيه.