طلقة قلم

محمد حبيب يكتب: مؤتمر الإفتاء وتحديات الألفية الثالثة؛ عبور للحواجز نحو المستقبل

تعيش البشرية اليوم في عصر معقد ومتغير بوتيرة سريعة، حيث تواجه تحديات جسيمة تهدد الاستدامة والتقدم المستدام للعالم.

إن مواجهة هذه التحديات يتطلب تعاونًا دوليًا قويًا واستراتيجيات مستدامة واستثمارات في البحث والتكنولوجيا وتفعيل دور المؤسسات الدولية والمجتمع المدني. إنها تحديات تستدعي التفكير الإبداعي والعمل الجاد للتصدي لها.

في هذا السياق، يأتي دور مؤتمر الإفتاء القادم والمقرر عقده يومي 18 ، 19 أكتوبر القادم تحت عنوان “الفتوى وتحديات الألفية الثالثة” كمنبر هام لتوجيه الرؤية الدينية نحو تلك التحديات ومناقشة كيفية التعامل معها والمساهمة في بناء مستقبل مستدام للبشرية.
ويعتبر مؤتمر الإفتاء مناسبة مهمة للعلماء الدينيين والمفتين لتقديم التوجيهات والمشورة الشرعية بشأن هذه التحديات الحديثة.

ويمثل مؤتمر الإفتاء القادم منبرًا هامًا لمناقشة القضايا الراهنة وتوجيه المجتمعات نحو مستقبل أفضل. ويُعد التعاون والحوار بين العلماء والقادة الدينيين أساسيًا لتحقيق تقدم مستدام وتعزيز القيم الإنسانية. ونأمل في مؤتمر الإفتاء أن يلعب دورًا فاعلاً في تشكيل الرؤية الدينية ليكون بمثابة عبور للحواجز والتحديات نحو المستقبل وتوفير الإرشادات والحلول للتحديات التي تواجهنا في العصر الحديث. فمن خلال التفهم العميق لتلك التحديات والعمل المشترك يمكننا تجاوز الحواجز وإحداث التغيير الإيجابي في المجتمعات والعالم بأسره.

وللفتوي دور عظيم وملموس في تجاوز التحديات؛ فيمكن للفتوى الدينية أن تلعب دورًا مهمًا في نشر الوعي بأهمية الحفاظ على البيئة والاهتمام بالأمور البيئية. فهي تحترم وتحث على مفهوم المحافظة على الموارد الطبيعية.

وكذلك يمكن للفتوى الدينية أن تلقي الضوء على الأهمية الكبيرة لمساعدة الفقراء والمحتاجين وتوجيه المسلمين إلى إتباع مبادئ الصدقة والتكافل الاجتماعي، وهو ما يساهم في تخفيف حدة الفقر وتحقيق التوازن في المجتمع، فضلًا عن تعزيز القيم والمبادئ التي تؤكد على احترام حقوق الإنسان وكرامته. وتقدم كذلك التوجيهات حول كيفية التعامل مع الأفراد بغض النظر عن جنسيتهم أو دينهم أو عرقهم، وهذا يسهم في بناء مجتمعات أكثر تسامحًا واحترامًا.

وأيضًا عندما تحدث أزمات إنسانية كالنزاعات المسلحة أو الكوارث الطبيعية، يمكن للفتوى الدينية أن تقدم توجيهات حول كيفية التعامل مع هذه الأوضاع الصعبة ودعم الجهود الإنسانية للمساعدة في حلها وتقديم الدعم للمتضررين.

وكذلك يمكن أن تعزز الفتوى الدينية قيمًا أخلاقية تسهم في تشجيع الأخلاق الحميدة والتصرفات الإيجابية في المجتمع. فهي تسعى إلى تعزيز مفاهيم مثل الصدق، والعدل، والتواضع، والرحمة، والإحسان.

كل الدعوات والأمنيات بنجاح هذا المؤتمر، وهو أحدث مؤتمرات الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم والتي تضم أغلب المؤسسات الإفتائية الرسمية في العالم وعلى رأسها دار الإفتاء المصرية، فهو مؤتمر مهم ورائع في موضوعه، وكل التحية والتقدير لكل الباحثين والعلماء في دار الإفتاء المصرية وكل الشكر والعرفان لقياداتها؛ فضيلة الأستاذ الدكتور شوقي علام -مفتي الجمهورية رئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم- وفضيلة الدكتور إبراهيم نجم المستشار الإعلامي لمفتي الجمهورية والأمين العام لدور وهيئات الإفتاء في العالم ورئيس مركز سلام.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى