د. علي عبد الله يكتب: اقتصاد بلاد الهند والسند
د. علي عبد الله يكتب: اقتصاد بلاد الهند والسند

ساد الهدوء بين الهند وباكستان بعد أيام على تبادل الطرفين الاتهامات بخرق هدنة تم التوصل إليها بوساطة واشنطن وضعت حدا لأعنف مواجهة بينهما منذ 1999، بعد ان اتهمت الهند دولة باكستان بدعمها لجماعات متطرفة قتلت 26 سائحا في إقليم كشمير، وقد اقر اتفاق لوقف إطلاق النار برعاية أمريكية، حيث كان العالم يترقب هذه الحرب عن كثب كون الهند وباكستان دواتان نوويتان يمتلكان السلاح النووي، فماذا عن اقتصاد البلدين؟
ما هي بلاد السند حاليًا؟
لا تقع بلاد السند حاليًا داخل أراضي دولة واحدة أو تقع على أراضيها دولة واحدة، وإنما تمر بكل من دول الهند وجمهورية باكستان الإسلامية في نفس الوقت، ولذلك لا يمكن تحديد ما هي عاصمة بلاد السند أيضًا نظرًا لعدم اقتصارها على دولة واحدة.
اقتصاد الهند
تُعد دولة الهند حاليًا واحدة من أسرع الاقتصادات نموًا في العالم، مدفوعة في المقام الأول بقطاعاتها الخدمية والصناعية والزراعية، فضلًا عن كوّنها خامس أكبر اقتصاد في العالم من حيث الناتج المحلي الإجمالي، حيث يبلغ اقتصاد الهند في العام ٢٠٢٤ حسب تقرير البنك الدولي ٣ تريليون ٩١٠ مليار دولار ليكون خامس اكبر اقتصاد في العالم بعد اقتصاد الولايات المتحدة الأمريكية والصين والمانيا واليابان، ويتوقع للاقتصاد الهندي النمو في ٢٠٢٥ الي ٦.٣% ليكون من اسرع الاقتصادات نمو في العالم، ويصل معدل التضخم العام الي ٤.٧%، وبلغ معدل البطالة الي ٤.٩ % من القوة العاملة، بينما نصيب الفرد في دولة الهند ٢.٧ الف دولار نظرًا لوصول عدد السكان الي ١مليار و ٤4٠ مليون نسمة وهي الدولة الأكثر تعداد للسكان في العالم وتليها الصين في المركز الثاني؛ وبلغ الديني الخارجي للهندي بنهاية عام ٢٠٢٤ الي ٧١٢ مليار دولار، أما العملة الهندي الروبية تصل الي ٨٢ روبية مقابل الدولار الأمريكي الواحد.
الهند من أقوى اقتصاديات الصاعدة في القرن الحادي والعشرين، والفضل يرجع التشريعات الاقتصادية التي أدت بدورها الي جذب الاستثمارات، مما انعكس إلى تحسين مستويات المعيشة العامة في البلاد، فوفقًا لتقارير البنك الدولي الهند واحدة من أسرع الاقتصادات نموًا من بين الاقتصادات الناشئة الرئيسية الأخرى، كما أصبحت محور تركيز المستثمرين في جميع أنحاء العالم.
اقتصاد باكستان
استقلت باكستان عن الهند سنة 1947 وكان دخل الفرد اعلي من دخل الفرد من الهند ومع انطلاق الهند نحو النمو الاقتصادي تجاوزت الهند باكستان وتفوقت اقتصاديا، حيث تعتبر باكستان دولة زراعية من الطراز الأول حيث يعتمد ٧٠ % من سكانها على الزراعة، حيث بلغ اجمالي الناتج الاجمالي المحلي للاقتصاد الباكستاني ٣٢٣ مليار دولار بنهاية عام ٢٠٢٤، ويتوقع ان ينمو الاقتصاد الباكستاني لعام ٢٠٢٥ الي ٤.١%، ويبلغ متوسط التضخم في باكستان ٢٣.٤%، ومعدل البطالة وصل الي ٨.٣% بينما بلغ نصيب المواطن الباكستاني في الاقتصاد ١٥٠٠ دولار، وصل الدين الخارجي في نهاية ٢٠٢٤ الي ١٣١ مليار دولار، والعملة المتعامل بيها في دولة باكستان هي الروبية وسعر الصرف الدولار الواحد ٢٨٠ روبية باكستانية.
المستقبل الاقتصادي القريب
الهند توقع لها النمو بوتيرة متسارعة قد تصل الي المرتبة الثالثة عالمية في الناتج الإجمالي المحلي بفضل الإصلاحات التشريعية والهيكلية، أما باكستان بسبب الصراعات السياسية قد يعاني مما يستلزم إصلاحات هيكلية وتشريعية للخروج من دائرة الدول ذات الدخل المنخفض.