سمعنا كثيراً عن الزعتر الذي يأتي من لبنان وبلاد الشام، والذي أصبح رمزاً مميزاً لوجبات الإفطار التقليدية في تلك المناطق. وغنت عنها الفنانة فيروز، وأصبحت جزءاً من التراث الغذائي تحت ظلال أرز لبنان.
ويتميز هذا النبات بخصائصه الصحية وفوائده الغذائية، حيث تستخدم أوراقه في تحضير خليط لذيذ بمفرده أو مع الجبن وزيت الزيتون، كما يحضر منه مشروب صحي ساخن.
واليوم لم يعد الزعتر حكراً على بلاد الشام، فقد نجح أهالي شمال وجنوب سيناء في زراعته على مساحات واسعة في مناطق العريش والشيخ زويد ووسط سيناء وقرى بئر العبد وسانت. كاترين، ورأس سدر. أصبح الزعتر السينائي جزءا من الحياة اليومية لأهل سيناء، وخاصة مع زيت الزيتون السينائي، حيث يعتبر وجبة الإفطار الأساسية في كل بيت سيناء.
تحولت زراعة الزعتر في سيناء إلى مشاريع تجارية ناجحة. يقوم المزارعون بجمعه وطحنه وبيعه في عبوات خاصة يتم تصديره من سيناء إلى جميع محافظات مصر. ويقدم الزعتر إما نقياً أو ممزوجاً بالسمسم، وتبدع نساء سيناء في استخدامه في إعداد الخبز والمعجنات بأنواعها.
وقال المهندس ناجي إبراهيم محمد مدير عام منطقة التعمير بشمال سيناء، إن الجهاز يعمل ضمن المشروعات الزراعية بالمحافظة لدعم زراعة النباتات العطرية مثل الزعتر والمريمية وإكليل الجبل (حصباء اللبان). وأوضح أن الهيئة تدرس تنفيذ مشروعات للاستفادة من هذه المحاصيل وزيادة الاستثمار في سيناء في مختلف المجالات.
وأضاف المهندس ناجي أن منطقتي بئر العبد ووسط سيناء تعدان من المراكز الرئيسية لزراعة الزعتر، حيث يتم تنفيذ مشروعات تستهدف دعم المزارعين وتشجيعهم على التوسع في زراعة هذا النبات، نظرا لقيمته الاقتصادية الكبيرة ودوره في التنمية. تحسين دخل الأسر السينائية.
يتمتع الزعتر السيناوي بخصائص فريدة تجعله منافساً قوياً للزعتر الشامي. وتعود هذه الجودة إلى الظروف البيئية والمناخية المميزة في سيناء والتي تعطي الزعتر طعما ورائحة مميزة. بالإضافة إلى ذلك، يعتمد مزارعو سيناء على أساليب الزراعة الطبيعية التي تقلل من استخدام المواد الكيميائية، مما يجعل الزعتر أنقى وأكثر صحة.
بالإضافة إلى استخدامه كتوابل مميزة في الطعام، يعتبر الزعتر السينائي عنصرا أساسيا في تحضير المخبوزات والمعجنات. يضاف إلى الخبز والدقيق ليعطي نكهة مميزة.
وعلى الصعيد الصحي، يستخدم الزعتر السينائي في تحضير المشروبات الساخنة التي تقوي المناعة وتساعد على تهدئة الجهاز التنفسي.
أصبحت زراعة الزعتر في سيناء مصدر دخل مستدام للعديد من الأسر. يتم جمع أوراق الزعتر وتجفيفها ثم طحنها وتعبئتها في عبوات يتم تسويقها محلياً وإرسالها إلى مختلف المحافظات. وبدأ بعض المزارعين بالفعل في التوسع في إنتاج الزعتر لزيادة الكميات المصدرة داخليا وخارجيا، وهو ما يعزز مكانة الزعتر السيناوي كمنتج وطني عالي الجودة.
وتسعى الدولة ممثلة في وزارة الزراعة وهيئة تعمير سيناء إلى دعم التوسع في زراعة النباتات العطرية والطبية ومنها الزعتر، ويجري التعاون بين الجهات الحكومية والخاصة لتقديم الدعم الفني والمادي للمزارعين. بالإضافة إلى التدريب على تطبيق أحدث التقنيات الزراعية والتسويقية.
ولم يعد الزعتر مجرد نبات يزرع ويحصد، بل أصبح رمزًا ثقافيًا وتراثيًا في سيناء. ويمثل هذا النبات جزءا من هوية سكان المنطقة، ويعبر عن ارتباطهم الوثيق بالأرض واستغلالهم الأمثل للموارد الطبيعية.
ويمثل الزعتر السينائي قصة نجاح جديدة في سيناء، حيث تمكن المزارعون من تحويل هذه النبتة إلى مصدر دخل مستدام ورمز للتراث المحلي. ومع استمرار دعم الدولة وتضافر الجهود المحلية، من المتوقع أن يشهد هذا القطاع المزيد من النمو والازدهار في المستقبل، مما يعزز مكانة سيناء كمركز للمحاصيل العطرية والطبية في مصر.
زعتر
زراعة الزعتر
جزء من زراعة الزعتر
نوع الزعتر
أنواع الزعتر
يُشكل الزعتر بعد التعبئة
عشبة الزعتر
تغليف الزعتر
للمزيد : تابعنا هنا ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر .
مصدر المعلومات والصور: socialpress