أنا أمل، أبلغ من العمر 31 عاما، عندما كنت في العشرين، أحببت شابا اسمه وليد، هذا الذي خذلني إذ انتظرته أربع سنوات ليتزوج غيري بعد انقضائها.
طبعا دخلت في حالة نفسية لا أُحسد عليها، كرهت نفسي وكل من حولي، لم يعد لدي ثقة في أي رجل، ففي فترة انتظاري له، تقدم لخطبتي الكثير لكنني كنت أرفض كل مرة حفاظا على عهدي مع وليد لولا أنه خانني وتركني بحجته الواهية وهي أن أمه هي من اختارت له.
هل كانت شخصيتي أمام عائلتي أقوى منه فرفضت كل المتقدمين من أجله، أم جانبت الصواب فضحيت بشبابي وعملت كل ما بوسعي للحيلولة دون أن أغدر بإنسان لم يبذل بالمقابل أي جهد للحفاظ علي أو على الأقل للوقوف عند كلمته كرجل.
مرت السنون، وتزوج وليد، وبقيت من غير زواج.. تجرأ ذات مرة، واتصل بي ليخبرني أنه أنجب بنتا وأسماها بإسمي.. سمعت الخبر، و دون أن أنطق ببنت شفة، أغلقت الخط.. ماذا يريد مني هذا الذي لا يساوي ربع رجل! هل يريد أن يسلخني بعد أن ذبحني!!
حزنت أمي علي كثيرََا، فأنا في نظرها كبرت وكل من في سني تزوجن وأنجبن إلا أنا بقيت عانسََا تلسعني نظرة المجتمع إلي أدفعها كضريبة لإنتظار خائن.. أعلم يا أمي شدة وجعك و مدى حزنك علي ، أسمع دعاءك لي في كل صلاة بأن يرزقني الله من فضله.
أعلمي حبيبتي أنني لم أعد أكترث لأمره إطلاقََا، محوته من قلبي كما محاني من حياته، لم يبق سوى جرح بداخلي لم يندمل، لقد نسيته يا أمي، اعتدت على عدم وجوده بحياتي، فلم أعد أهتم لأمره، أو يتحرك له شيء بداخلي إن رأيته كما في السابق حيث كان قلبي يقفز فرحا بلقياه.. لقد مات كل إحساس بداخلي.
بعد فترة ركود، تقدم إلي شاب، وعند الرؤية الشرعية، جلسنا وتحدثنا في لقاء بدا جميلا، ما جعلني أستبشر خيرََا..مر يوم، ثم أيام ونحن ننتظر، لكن الخاطب لم يرد بتاتََا، لا بالإيجاب ولا بالسلب؛ وتوالت بعده الطلبات، ولكن الذي يذهب لا يعود.
زاد حزن أمي، وزادت نفسيتي تدهورا فانضممت إلى صف أمي واعتبرت نفسي كبرت حقا، وانطفأ بصيص الأمل بالكامل فلم أعد أرغب في الزواج، وتوقفت عن حضور المناسبات تجنبا لأسئلة الأقارب كيف ولماذا لم أتزوج بعد!
إلى جانب والدتي، ظنت خالتي أنني تعرضت للسحر فاقترحا علي أن تأخذاني عند دجال حسب اعتقادهما مبروك وثبتت نجاعة تدخلات.
غضبت لهذا العرض ورفضته بشدة، كيف يا أمي تريدينني ان أغضب ربي بزيارة الذي قال فيه تعالى “ولا يفلح الساحر حيث أتى”، وقد نهانا نبينا عليه الصلاة والسلام عن زيارة العرافين!.. لا يا أمي لن أذهب عند أحد ولن يصيبني إلا ما كتب الله لي، فزواجي بأمره وعدمه بأمره كذلك.. استسلمت للبكاء وأقبلت على الله أصلي وأدعوه، وأسجد له وأحدثه بما في قلبي من ألم وضيق.