فى الميدان

مختار محمود يكتب: إبراهيم عيسى.. كمان وكمان!

هناك فنانات يُثرن الجدل ويُسترزقن من الملابس المكشوفة أو المشاهد الساخنة والعلاقات المشبوهة. وفي المقابل.. هناك مثقفون وإعلاميون يثيرون الجدل ويُسترزقون من مناطحة الإسلام.

الإساءة إلى الدين الخاتم “بزنس” كبير مدعوم من جهات داخلية وأخرى خارجية، وينقل أصحابه من فئة الفقراء والمعدمين إلى طائفة الأثرياء والميسورين. إبراهيم عيسى.. رقم مهم في معادلة الحرب على الإسلام في السنوات العشرة الأخيرة على الأقل. فلا ينكر ذلك سوى جاهل أو مغرض أو منافق أو متواطيء.

انشغل الفضاء الألكتروني خلال الساعات الماضية بتصريحات متلفزة للتنويري الأبرز في مصر الذي أعرب خلالها عن انزعاجه الشديد عندما يدخل صيدلية، فيجد الصيدلي يقرأ القرآن الكريم تحديدًا، ولا يقرأ مرجعًا طبيًا أو دوائيًا. الغاضبون وجدوا في كلام المثقف المعروف إعلاميًا بـ”أبو حمَّالات” تحرشًا مقصودًا وتنمرًا متكررًا بالإسلام، خاصة أنه أرجع انزعاجه الشديد إلى قراءة القرآن الكريم، وليس كتابًا سماويًا أو دنيويًا آخر. أنا شخصيًا من المترددين على الصيدليات بانتظام منذ سنوات، ولم أصادف ذلك الصيدلي المشغول بتلاوة كتاب الله. المصريون عمومًا –مسلمين وأقباطًا- يتبركون بالقرآن الكريم.

أعرف مسيحيين يحفظون الكثير من آيات القرآن الكريم ويستشهدون به في حياتهم ومعاملاتهم اليومية، ولا يبدون ضيقًا أو انزعاجًا منه على طريقة “هيما”، ويصمتون عندما يرتفع الأذان، ويخشعون عندما ينطلق المذياع بالقرآن الكريم. مظاهرات الغضب الألكترونية التي اجتاحت مواقع التواصل الاجتماعي ضد “أبو خليل” شارك فيها مسيحيون أيضًا. ربما كان أعظم تعليق على بذاءات إبراهيم عيسى، ما كتبه أحدهم وهو الاستشهاد بمقولة منسوبة إلى الإمام علي بن أبي طالب وهي: “سكت أهل الحق عن الباطل حتى ظن أهل الباطل أنهم على حق”.

إبراهيم عيسى أحد رموز الباطل في هذا الزمان. يخشى أهل الحق الرد على بذاءات إبراهيم عيسى؛ خشية الاستغناء عن خدماتهم، أو إبعادهم عن المشهد، وحرمانهم من سيف المعز وذهبه. تعقيب الشيخ أسامة الأزهري على تصريحات إبراهيم عيسى دليل عملي وواضح وكاشف على ذلك بكل أسف. فالرجل أمسك العصا من المنتصف ولم يجرؤ على إدانة “أبو حمالات” ونصحه وإرشاده.

عزيزى القارئ.. لعلك فى وقت سابق، كانت تنطلى عليك أكاذيب إبراهيم عيسى وأباطيله وأراجيفه بحق الدين الخاتم. ربما كنت تنخدع قليلاً أو كثيرًا. ربما توهمتَ ذات مرة أنه مُصلح آخر الزمان. وربما كنت تغضب عندما يحاول أحد كشف حقيقته الواهية الواهنة. وربما كان عجز رجال الدين الرسميين –مثل ذلك الأزهري- عن صياغة خطاب إسلامى معاصر سببًا آخر فى رواج بضاعته هو وأقرانه وأترابه على هذا النحو، ولكن اعلم- إن لم تكن تعلم- أن شيوع الباطل ليس دليلاً على صحته وصلاحيته.

عزيزى القارئ..هل بلغك ما تم تداوله مؤخرًا فى الإعلام الأمريكى بـ “مذبحة الأربعاء” التى قادها المدير التنفيذى للوكالة الأمريكية للإعلام العالمى “مايك باك”، الذى أصدر فور تصديق الكونجرس على تعيينه فى منصبه الجديد، قرارات بعزل المديرين السابقين للإذاعات التابعة للحكومة، وأبرزهم: السفير المتقاعد والمُستعرب “ألبرتو فيرناندز” الذي كان المدير التنفيذي لمجموعة “أخبار الشرق الأوسط” وتضم: قناة الحرة، وراديو سوا، وصاحب العلاقات الممتدة والواسعة مع الموساد الإسرائيلى؟!

اللافت..أن “فيرناندز”- حسب الإعلامى المصرى البارز حافظ الميرازى- كان يخدم إدارة الرئيس الأمريكى، بل ربما يكنس ويمسح بلاطها صباحَ مساءَ، بتوجيه برامج “تليفزيون الحرة” و”إذاعة سوا”؛ لخدمة أجندة الجناح اليميني المُعادي للإسلام، بعد انتهاء معركته مع الشيوعية، والمتحالف مع الحركة الصهيونية! ومن الخدمات التى قدمها المذكور لأسياده فى البيت الأبيض توفير الدعم المالى السخى وغير المحدود لكل من: إبراهيم عيسى و إسلام بحيرى اللذين أخذا على عاتقهما منذ سنوات كسر الثوابت الإسلامية وإهانة الصحابة الكرام، ولم يكن يخلو الأمر من الغمز واللمز بحق النبى الكريم.

وبطبيعة الحال.. كانت كل السخائم والسخائف والشتائم قاصرة على الإسلام فقط، ويمكن القطع بأن المأجورين: “عيسى” و”بحيري” أخلصا جيدًا لمخدومهما، وحققا ما ما يخجل الشيطان وذريته من تحقيقه على مر التاريخ، وفى مقابل ذلك.. جمعا ثروة طائلة سوف تكفيهما وتكفي ورثتهما من بعدهما؛ جراء إهانة الإسلام، ولا شئ سوى ذلك.

ولعل هذا عزيزى القارئ.. ما يفسر لك دائمًا وأبدًا سر التطاول الأمريكى والصريح على الأزهر الشريف، عبر مندوبى البيت الأبيض مثل: “توفيق حميد” و”طارق حجى” اللذين لا يتوقفان عن الإساءة إليه بسبب موقفه المعادى من “إبراهيم” و”إسلام” وكل مَن على شاكلتهما ممن يعملون ضد الإسلام. هذه هو إبراهيم عيسى، وتلك هي بضاعته، وهذه هي أهدافه، ولله الأمر من قبل ومن بعد.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى