فى الميدان

خطأ إملائي في كتاب الدراسات للصف الرابع الابتدائي بكتابة “الجُــــلف” بضم الجيم بدلا من كسرها

في واقعة تدين المسؤولين عن وضع المناهج بوزارة التربية والتعليم، كشف عاطف معتمد أستاذ الجفرافيا عن كارثة تضمنها كتاب الدراسات، للصف الرابع الابتدائي، في الصفحة 45، بكتابة اسم هضبة الجُــــلف الكبير بضم الجيم، بدلا من كسرها.

وقال معتمد، عبر منشور له على صفحته الشخصية على الفيس بوك، إن أحد أصدقائه أرسل له تلك الصفحة المتضمنة الكلمة المكتوبة بشكل خاطئ إملائيا، خلال مراجعته مع حفيده مادة الدراسات، وأنه توقف معه عند طريقة كتابة اسم هضبة “الجلف الكبير” بصحراء مصر الغربية، حيث  كتبته الوزارة عدة مرات ” الجُــــلف” بضم الجيم، موضحا أن صديقه سأله هل هذا صواب؟

وأردف معتمد، أنه راجع نسخة العام الحالي من الكتاب 2021-2022، وتأكد من كتابة الكلمة على نحو خاطئ في عدة صفحات، مطالبا الوزارة بتصويب الخطأ في الطبعات الجديدة، وتعميم ذلك على المعلمين في المدارس، وعدم طباعة الكتاب الحالي مجددا إلا بعد تصويب الاسم.

وأرجع معتمد ضرورة تصويب الخطأ للأسباب التالية:

1- الطريقة التي كتبت بها الاسم الحالي “جُلف”، ستنقل لعقل التلميذ أن في صحراء مصر الغربية هضبة تشبه ملعب الجولف الكبير، ذلك الملعب المفروش بالأعشاب والنجيل الأخضر، والذي يلعب عليه الأثرياء وعلية القوم لعبتهم المفضلة في أزيائهم الملائكية البيضاء، في الوقت الذي تعد فيه هذه الهضبة من أفقر مناطق مصر في المياه، ولا تتلقى أمطارا، وتتعرض لغزو كثبان رملية عديدة على الحدود الليبية ضمن البحر الواسع العظيم من الرمال المسمى “بحر الرمال العظيم”.

2- أننا بهذا الخطأ، نهدر جهود 100 سنة مضت من الدور الذي قام به المستكشفون المصريون حينما كتبوا عدة مقالات في دوريات علمية أجنبية ومصرية عن هذه الهضبة، وكتبوا اسمها عشرات المرات بكسر الجيم، حيث بدأت هذه الجهود على يد الأمير كمال الدين حسين من الأسرة الملكية في عام 1923، وسار على نهجه عدد من الأمراء (مثل يوسف كمال وعمر طوسون) منتبهين إلى أهمية تأسيس مدرسة وطنية في الجغرافيا ووضعوا تركيزهم على استكشاف صحراء مصر الغربية التي كانت تعرف اصطلاحا في تلك الفترة باسم الصحراء الليبية، ولقد جاءت رحلات الأمير كمال الدين حسين في أعقاب ما توصلت إليه قوات الجيش البريطاني خلال احتلال مصر وحملاتها على استكشاف الصحراء الغربية خاصة أن الإيطاليين حين كانوا يحتلون ليبيا في الحرب العالمية الأولى هاجموا مصر من عدة محاور من الغرب ولا سيما من جهة واحة الكُفْرة القريبة من هضبة الجــِلف الكبير.

3- جاء استكشاف الأمير كمال الدين حسين استكمالا لما قام به رجل القصر الملكي السياسي الداهية الماكر والجغرافي الرحالة “أحمد حسنين باشا” الذي قام برحلات إلى هذه الصحراء وجبل العوينات، وخلال هذه الرحلات التي مضى عليها 100 سنة كانت الأوصاف تشير إلى الهضبة التي نتحدث عنها بأنها منطقة وعرة فظة يصعب السير فيها أو اجتيازها بمعايير وسائل النقل في عام 1920.

4- هذه الهضبة وفقا لأوصافهم غليظة الصخور، خشنة البيئة. وفي اللغة العربية يعرف الرجل الغليظ السلوك خشن القول بصفة الـ “جــِلف”، فيقال رجل جــِلف ويجمع على رجال “أجلاف”.

5- كل العلماء المصريين الكبار في الجيولوجيا والجغرافيا، الذين داسوا بأقدامهم على هذه الهضبة من أمثال رشدي سعيد وبهي عيسوي ومحمود عاشور ونبيل إمبابي وغيرهم كثر، هؤلاء نشروا أبحاثهم ومؤلفاتهم في دوريات عالمية، وعندهم جميعا اسم الهضبة بكسر الجيم، تمشيا مع الوصف الذي أطلقه أول مرة الأمير كمال الدين حسين في عام ١٩٢٣.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى