مفأجاة لم تكن في الحسبان لشقيق أ، الذى غاب عن منزله لمدة تزيد على 36 ساعة عن صغاره وزوجته، هاتفه مغلقٌ، الأمر الذى تسبَّب فى ولادة القلق للأسرة، وسط الحيرة والصمت، اتصال على مكتب سنترال بالقرية يزف إليهم خبراً غير سارٍ، يُفيد بأن الغائب مصابٌ فى حادث سير، وموجود داخل مستشفى جامعى كبير بالسادس من أكتوبر.
على الفور تحرَّكت سيارة ميكروباص من القرية نحو المستشفى، على بوابتها كانت المفاجآت غير المتوقعة. أ. توفى ولم يكن مصاباً فى حادث سير، دخل كمتبرعٍ لكلى، ومات بسبب هبوطٍ حادٍ فى الدورة الدموية، كل شىء كان مجهزاً لتسليم جثمان المتبرع المتوفى، شهادة الوفاة جاهزة، عندما دخلوا على المتوفى، كانت الصدمة لهم، بعد أن شاهدوا ملامح عملية اتجاه الكلى، رفضوا استلام الجثمان، وكان مقصدهم قسم الشرطة ، تم تحرير محضر بالأمر، وخلال إجراءات المحضر، بدأت مفاوضات بين إدارة المستشفى وأسرة المتبرع المتوفى للتنازل عن استكمال المحضر، مع وجود بينهم من يُروِّج أن مالك المستشفى له اتصالات.
مرت الليلة، وفى صباح اليوم التالى، بدأت النيابة التحقيق فى البلاغ، وتمت معاينة جثمان المتوفى وانتداب طبيب الصحة لكتابة تقرير سبب الوفاة. وصلنى فيديو من أحد أقارب المتبرع المتوفى به مفاوضات لتسوية الأمر، وتنازل الأسرة مقابل تعويض مالى، المتبرع المتوفى أبٌ لثلاثة أطفال، الكل يتكلَّم عن التسوية وزوجته دموعها تتساقط حزناً على وفاة شريك حياتها، ومن خلال الاتصالات التى تمت مع عددٍ من أسرته، صرت أشك أن أسرته تعلم تفاصيل تبرعه، شكوكٌ بسبب الغموض فى المعلومات أولاً، ثم تدفق بعد ذلك فى معلومات عديدة ثانياً.
سطورى السابقة لم تكن للتطرق لماحدث داخل المستشفى الكبير، وإنما الهدف منها، أنه لا أحد فوق القانون داخل مصر مهما كان نفوذه، وحق المتبرع المتوفى لم يُهدر داخل القسم أو النيابة، بل كان التحرُّك السريع والعاجل، تحركٌ لم تتوقعه أسرة المتوفى، وسط من يُشيع أن الأمر ربما ينتهى خطأ طبياً، علما بأنه لا توجد أى شبهة أو اتهام يُطارد المستشفى.. العدالة الحقيقة تجسَّدت فى واقعة المتبرع المتوفى، أسرة بسيطة من إحدى القرى، تُحرِّر بلاغاً ويتم التحقيق فيه خلال ساعات قليلة. وأثناء تحقيقات النيابة ،كانت المفاوضات التي تمت بين الطرفين، و أسفرت عن قبول أسرة المتوفى التصالح، وهو أمرٌ خاص بها، تامين مستقبل صغار المتوفي قضية مهمة لأقارب المتبرع المتوفي من خلال ما وصلنى من صديق مقرب للمتوفى، المستشفى أرادات تسليمهم الجثمان لدفنه، بعد أن دخلها كمتبرعٍ بمحض إرادته، وقد كان معه مرافقٌ اختفى فجأةً، كما اختفى هاتف المتوفى، وهو يُقيم داخل المستشفى.
من كان سيحصل على الكلى، شفاه وعافاه، هو لم يرتكب جُرماً، ولم يجبر الشاب على التنازل، ربما يكون هناك وسيطٌ هو مَنْ خطط لكل شىء. لفت نظرى أن الكل يتكلَّم عن التعويض لأسرته دون مراعاة حِرمان صغارٍ من والدهم.. الأعمار بيد الله، وكانت نهاية أجله كما أراد الله، لكن يجب أن نحترم قدسية الموت، وبعدها تكون المفاوضات، مهما كان حجم التعويض لن يُعوض الصغار عن حنان والدهم.، الحكاية بتفاصيلها تمت منذ أياما قليلة ، كنت علي علم بكل التفاصيل من صديق مقرب للمتبرع المتوفي ، ولكن مع دخول المفاضاوت لنقطة الإتفاق إختفي من كان يتواصل معي فجاءة ، المحزن أن الكل أراد التربح من الوفاة دون النظر لصغار كتب القدرعليهم قضية بقية حياتهم أيتام. رحم الله من مات وشفى جميع المرضى.