وشهد شاهد من أهلها.. قيادي إخواني يعترف: انهارت تجربتنا في مصر.. وليس بعد الحافة التي عليها الجماعة إلا الهاوية
ورصد الزميل الصحفي عبر تقريره المهني، شهادة لاأد قيادات الجماعة يعترف عبرها “انهارت تجربتنا في مصر، ووصلنا حافة الهاوية”.. هذه كانت شهادته واعتراف جديد من عقر دار الإخوان على وقع الحرب الدائرة بين جبهة محمود حسين الأمين العام السابق للجماعة، وإبراهيم منير القائم بأعمال المرشد ونائبه، المقيم في لندن.
واكد التقرير، أن شهادة من قيادي إخواني تحمل إقرارا بفشل التنظيم بعد أن “أضحت الجماعة 3 جماعات”، وتقترح ما تزعم أنه “مسار صحيح” للحل يحمل في طياته الإطاحة بقيادات التنظيم الحالية التي تدير دفة أمورها.
وأوضح التقرير أن الصراع اشتعل في قمة “رأس الإخوان” بين جبهة محمود حسين الأمين العام السابق للجماعة، ومعسكر إبراهيم منير، القائم بأعمال المرشد ونائبه، المقيم في لندن، وكان محركها الأول الصراع على المال والمناصب والنفوذ.
وأكد التقرير، أن الشرعية المزعومة في التنظيم الإرهابي، باتت على قارعة الطريق بعد أن عزل فريق حسين منير من منصبه، وهو ما رد عليه الأخير بتجميد 6 قيادات في مكتب مجلس الشورى العام للجماعة وهي أعلى هيئات الإخوان.
أوضح الزميل الصحفي عبر تقريره، أنه من ضمن الشهادات والاعترافات الجديدة التي تتوالى يوما بعد الآخر وتعكس قرب زوال التنظيم، تصريحات القيادي الإخواني أحمد عبد العزيز عضو الفريق الرئاسي للرئيس المصري المعزول والراحل محمد مرسي.
ونقل التقرير تصريحات عبدالعزيز، في مقال نشره موقع تابع لتنظيم الإخوان: “نعاني انهيار تجربتنا في مصر بعد أن بلغت أزمة الإخوان مداها، وليس بعد الحافة التي عليها الجماعة (اليوم) إلا الهاوية”.
أكد التقرير أن ما يعكس عمق الأزمة داخل تنظيم الإخوان، أن “الخلاف كان على مواقع القيادة ولم يكن حول مراجعة المنهج”، وفق عبدالعزيز.
وحول طبيعة وتأثير الأزمة التي ضربت التنظيم، واصل التقرير نقل تصريحات عبد العزيز عضو الفريق الرئاسي للرئيس المعزول والراحل محمد مرسي، إن “الخلاف قسم الجماعة رأسيا إلى قسمين، من القمة إلى القاعدة، سواء اعترفتم (جبهة منير وحسين) بهذه الحقيقة أو أنكرتموها، وقبل ذلك، كان انقسام المكتب العام، فأضحت الجماعة ثلاث جماعات”.
واستعرض التقرير تصريحات عبدالعزيز التي أوضح عبرها أبرز الانشقافات في تاريخ تنظيم الإخوان، قائلا: “هناك انشقاق قاده أبوالعلا ماضي وعصام سلطان، وعُرفت هذه المجموعة بمجموعة (حزب الوسط)، وانشقاق آخر عام 2016 الذي تمخض عنه ما عُرف بـ’المكتب العام’ على إثر الخلاف بين محمد كمال (مجموعة اللجان النوعية بالتنظيم) والمجموعة الحالية التي انقسمت بدورها مؤخرا إلى جماعتين، على رأس إحداهما ابراهيم منير، وعلى رأس الأخرى محمود حسين.
وقال القيادي الإخواني إن “الانقسام الحالي أصاب كيان الجماعة بعد أن تمسكت الجبهتان باسم وشعار الإخوان، وبات لكل منهما ناطق رسمي وموقع إلكتروني، وهيكل إداري”.
وهو ما رأى أنه “يستحيل معه تحديد مَن الذي يمثل جماعة الإخوان، ومَن الذي انشق عنها، ما يعني أن المهتمين بالشأن الإخواني سيضطرون إلى نحت اسمين جديدين؛ للتفريق بين الجماعتين المتشابهتين ألا وهما: الإخوان المسلمون “جناح إبراهيم منير”، والإخوان المسلمون “جناح محمود حسين”.
وتابع التقرير تصريحات القيادي الإخواني: “ما تعانيه بلاد الربيع العربي (في إشارة إلى احتجاجات 2011 ببعض البلدان العربية) من انتكاسات، ما كان ليكون لولا انهيار تجربتنا في مصر”.
وقال في رسالة وجهها لمنير وحسين: “ما فهمته من بياناتكم وتصريحات الناطقين الإعلاميين باسميكما، أن تفسير اللائحة والتفسير المضاد هما اللذان أوصلا الجماعة (ظاهريا على الأقل) إلى الحال المزري الذي وصلت إليه”.
وفي محاولة لتدارك انتهاء الجماعة وهياكلها، رسم عبدالعزيز طريق الإطاحة بالقيادات الحالية للجماعة، عبر ما زعم أنه “المسار الصحيح للحل”، والتفكير “خارج الصندوق”.
ودعا إلى انتخاب القائم بأعمال المرشد العام وهياكل الجماعة من خلال خطوات عملية بينها؛ تشكيل لجنة محايدة من 5 أشخاص لحصر أسماء الإخوان الذين تنطبق عليهم شروط شغل موقع المرشد العام المنصوص عليها في اللائحة الحالية، ثم يتم تقديم قائمة بالمرشحين الموافقين إلى اللجنة.
وأشار إلى أنه “بعد حصر أسماء المرشحين، تقوم اللجنة بتوزيع الأسماء على عموم الإخوان والذين تم تحديدهم في كل من كان منتظما في أسرة حتى 3 يوليو 2013، للتصويت الحر المباشر من أجل اختيار من يشغل موقع القائم بأعمال المرشد العام.
وأضاف: “يتم تسليم القائم بأعمال المرشد العام المنتخب جميع الملفات، في مدة لا تتجاوز أسبوعا من تاريخ إعلان النتيجة، بحضور لفيف من الشخصيات الإخوانية والعامة، قبل دعوة القائم بأعمال المرشد العام المنتخب إلى انتخابات عامة؛ لتشكيل المكاتب الإدارية، ومجلس الشورى العام، ومكتب الإرشاد”.
ورصد التقرير إقرار عصام تليمة المدير السابق لمكتب يوسف القرضاوي، عبر حسابه الرسمي بموقع فيسبوك، بما وصفه بـ”عوامل انتهاء وزوال تنظيم الإخوان“، قائلا إن “الراصد والمشاهد لأداء الجماعة والتنظيم في الأزمات الأخيرة يجدها بلغت من الشدة والتفاقم ما لم تبلغه الجماعة من قبل”.
وقبل أيام، ردت جبهة إبراهيم منير على دعوة محمود حسين بانتخاب مرشد جديد للتنظيم الإرهابي، بتجميد عضويته و5 آخرين من أعوانه، وعدم الاعتداد بكل ما يصدر عنهم.
وأرجعت جبهة منير قرار التجميد لما قالت إنه “تكرار مخالفاتهم (القادة الـ6) بما لا يستند إلى نص لائحي ولا قياس تاريخي ولا منطق عقلي”.
وأعلنت جبهة منير إطلاق منصات إعلامية بديلة بعضها يحمل نفس الاسم، حيث أطلقت الجبهة ما اعتبرت أنه “الموقع الرسمي والوحيد للجماعة باسم “إخوان سايت” بديلا لـ”إخوان أون لاين”.
وجاءت قرارات جبهة منير في أعقاب إعلان جبهة محمد حسين أن مجلس الشورى قرر قبول طلب محمود حسين بعدم توليه مهمة القائم بالأعمال، و”تشكيل لجنة مؤقتة يختارها مجلس الشورى العام تقوم بعمل المرشد العام في الشأن المصري لمدة ستة أشهر أو اتخاذ المجلس قرارا بتحديد القائم بالعمل أيهما أقرب”.
وتولى منير منصب القائم بأعمال المرشد بعد أن أوقفت السلطات المصرية، في أغسطس/ آب 2020، محمود عزت الذي شغل المنصب خلفا لمحمد بديع مرشد الجماعة.
وفي خضم الصراع على منصب الإرشاد في تنظيم يعتمد على السمع والطاعة، يواجه الإخوان أعنف أزمة منذ سبعينيات القرن الماضي، ما يمهد لانهيار تاريخي لجماعة انتهجت العنف سبيلا لتحقيق أهدافها منذ تأسيسها العام 1928 في مصر.