فى الميدان

حمدين حجاج يكتب: “الجمهورية الجديدة”.. من هنا نبدأ

تفوح أيام شهر أكتوبر دائما بروائح النصر والفرح، وخلال أسابيع هذا الشهر، أتت النسائم مبُشرة ومبهجة بعدد من الأخبار السعيدة؛ لكن قدرا حدثت مُفارقتان عجيبتان كلاهما لا يغن عن الآخر شيئا.

أما الأولي؛ تتمثل في ليلة مهرجان الجونة، فبينما يسن الجميع الألسنة والكلمات في مواجهة ملابس فنانات المنتجع الراقي، وبين هذا حلال وهذا حرام، كانت لبنان الشقيقة تغلى تحت نذير حرب أهلية، عادت بمشاهد الكر والفر والقتل والدم إلى عشر سنوات مضت، كنا هنا نلهو بالخناق ونلعب بالرصاص، حمدت الله وشكرته أننا وصلنا إلى اللحظة التى نجلس فيها آمنين مُطمنين بعد أن كان الظن أننا نمضي إلى عالم المجهول،وتمنيت أن تكون أقصي همومنا تُفجر السخرية مثلما حال فساتين الجونة.

وكانت المفارقة الثانية، هي ما يحدث في دولة السودان الشقيقة، التي تشتعل تحت وطأة حرب أهلية وصورة ضبابية كاتمة الألوان وكاتمة الأنفاس؛ لتجتمع القناعات والآراء على أنه ليس لها من دون كاشفة.

في عز هذا اليأس والتفكير في مصير عشنا فيه بالأمس، ولا نرغب في حدوثه الغد، تأتي الرسالة بأن الإجابة دائما مصر، حيث لحظة لا أظن إنها اختيرت عبثا أو حدثت مصادفة فجاءت الكلمة “إلغاء قانون الطوارئ”.

تتبرأ مصر من جغرافيا وضعتها وسط إقليم مضطرب وشرق ملتهب، تكتب وحدها تاريخ عنوانه “نحن نختلف عن الآخرين”، فالآن تبدأ مصر طريقها نحو جمهوريتها الجديدة؛ لكن حتى يكون العبور بسلام ومكتمل بكافة عوامل الأمان! تحتاج مصر إلى حوار يدعم الانحياز لفئات طالت صبرها ترى بأعينها إنجاز هنا وهناك، لكنها تنتظر من يقطف لها الثمار.. فقط هذا الحوار قادرة الصحافة على أن تصنعه، فامنحوها الفرصة ولن تندموا.. وجدودا شبابها بشبابها!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى