تحقيق: سمر عزالدين
كانت الجملة السائدة على ألسنة بعض موظفي المصالح الحكومية سابقا هي فوت علينا بكرة، نتيجة كسل الموظف فيي أداء عمله، ومع مرور الوقت، تطورت الجملة إلى “أذهب لمدام عفاف في الدور الخامس”، في محاولة من الموظف لإنهاء خدمات المواطنين، أما الآن فيقوم بعض الموظفين بإنهاء مصالح المواطنين ولكن شريطة أن يقوم بتصوير بعض الاوراق الحكومية في مكتبة معينة، بهدف اقتسام الربح مع أصحاب ماكينات التصوير.
وخلال جولة سريعة في محافظة المنيا، وتحديدا في مراكز بني مزار، وملوي، ومغاغة، يتعرض المواطنون من سوء التعامل والاستغلال من موظفي المصالح الحكومية، الذين يشترطون تصوير بعض الأوراق الحكومية في مكتبات معينة ماكينات، فحيث يطلب الموظف ذهاب المواطنين لشخص بعينه من أصحاب المكتبات لتصوير أوراق مطلوبة، أو شراء بعضها فضلاً عن سوء التعامل من الموظفين.
من جهته يقول “ابراهيم- ص” من إحدى قرى مدينة ملوي، إنه قصد التأمين الصحي لاستكمال بعض الأوراق، موضحا أنه فوجئ بالموظف يطلب منه شراء ورقة من كُشك معين في شارع التأمين الصحي، وبغت قيمتها 7 جنيهات، متسائلًا كيف يحتكر أصحاب الأكشاك هذه الأوراق الضوئية، في وقت من المفترض أن تكون مع موظفي المنشآت الحكومية، مؤكدًا أنه سأل في أماكن أخرى عن نفس الصورة، ولكنه لم يجدها.
وكانت ل”نادية” نفس الشكوى، حيث أكدت، أن الموظفين يتعاملون دائما مع المواطنيين بأسلوب غير لائق، ويغلقون المكاتب في وجوههم، بالإضافة إلى سوء التعامل منهم، وقولهم ألفاظ غير مستحبة إطلاقًا.
بينما أوضح “مصطفى- ف” من أهالي مدينة مغاغة، أنه ذهب منذ أيام لمكتب السجل المدني لتجديد بطاقة الرقم القومي، فطلب منه الموظف ملء بيانات الاستمارة عن طريق أحد الأشخاص الجالسين خارج السجل، وطلب منه 10 جنيهات مقابل ذلك، مؤكدًا أنه كان يظن أن هؤلاء الأشخاص موظفون تابعون للسجل.
وأكدت إحدى السيدات، التي رفضت الإفصاح عن اسمها، من قرية تابعة لمدينة بني مزار، أنها ذهبت لهيئة محو الأمية لتسجيل تعاقد بهيئة تعليم الكبار من قريتها، ولاحظت أن أوراق التعاقد موجودة بإحدى المكتبات القريبة من الهيئة، وطلب منها الموظف شراء العقود وهي عبارة عن 5 ورقات، ودوسية بلاستيك ثمنه في الخارج 1 جنيه، إلا أنها وجدت أنهم بمبلغ 25 جنيها، معتبرة ذلك استغلال من الهيئة والموظفين، مسائلة هل هؤلاء الموظفون متواطئون مع المكتبات، موضحة أن الموظفين يجلسون دائما ليتسامروا مع بعضهم البعض في تناول الطعام داخل الهيئة، بالإضافة إلى بيع وشراء الملابس، تاركين عملهم أثناء ساعات العمل الرسمية.