صحافة زمان

عن “سليمان الحكيم” و”لويس عوض” و”حوار الشياطين” وحكايات أخرى

حكايات يقصها الكاتب الصحفي طاهر عبد الرحمن من كتابه “حكايات من الأرشيف” 

"حوار الشياطين" بين الراحلين سليمان الحكيم ولويس عوض

وجدت كتابا صغيرا للكاتب الصحفي الراحل سليمان الحكيم بعنوان: «لويس عوض.. ذلك الفرعوني» يناقش فيه ما طرحه الكاتب والمفكر الراحل من أفكار عن «القومية العربية» و«القومية المصرية» كما طرحها في مقالاته الثلاث الشهيرة: «أساطير سياسية» و«معاتبات قومية» و«معنى القومية» التي نشرها في جريدة الأهرام 7 و20 إبريل و11 مايو 1978.

هذه المقالات التي أحدثت ضجة كبيرة في مصر وتصدى لنقدها وتفنيد ما جاء فيها كبار الكتاب النقاد، منهم رجاء النقاش وأحمد بهاء الدين وغيرهما. والحقيقة أنني على كثرة ما بحثت عن أصداء تلك المعركة الفكرية إلا أنه لم يظهر لي كتاب سليمان الحكيم إلا بالصدفة.

وعلى كل حال قرأت الكتاب وفيه مجهود بذله صاحبه لمناقشة د. عوض في أفكاره وأطروحاته، ومن بين ما فعله الحكيم هو العودة إلى بعض ما كتبه عوض قديما، ومن بينها – بالطبع – مقالاته في جريدة الأهرام وقت أن كان مشرفا على القسم الأدبي ومستشارا ثقافيا لها، وأيضا (وهذه نقطة مهمة) وقت رئاسة تحرير محمد حسنين هيكل.

من بين تلك المقالات مقالا نشره لويس عوض في 26 يناير 1973 بعنوان: «حوار الشاطئين»، وفيه يناقش بحثا قدمه الدكتور مجدي وهبة – أستاذ الأدب الإنجليزي والمثقف المعروف – عن «الشخصية المصرية» لمؤتمر عقد في إيطاليا عن لقاء ثقافات الدول المطلة على البحر الأبيض المتوسط. الغريب أن سليمان الحكيم، الذي بيّن أن لويس عوض يدافع عن «خصوصية الشخصية المصرية» على عكس ما فعله في مقالاته عام 1978، إلا أنه يورد عنوان ذلك المقال خطأ حيث يكتبه: «حوار الشياطين» وكنت أحسب أنها غلطة مطبعية، إلا أنه كرره أكثر من مرة(!) وعدت لقراءة مقال لويس عوض، لعلي أجد ما يمكن أن أستدل به على حكاية «الشياطين» تلك، فلم أعثر على شئ، بل إن كلمة «شياطين» أو «شيطان» لم ترد فيه على الإطلاق.

قد يظن البعض أن ذلك أمرا تافها، بالنظر إلى ما يعرضه الحكيم للتناقضات الفكرية بين ما قاله لويس عوض في أكثر من مناسبة، وهذا غير صحيح، لأن الحكيم – بناءا على عنوان المقال كما يفهمه وهو «حوار الشياطين» – يستنبط من ثنايا المقال بأن عوض يصف أفكار مجدي وهبة بأنها تدخله في عداد “الشياطين التي تستحق الرجم”.. وهو ما لم يحدث، فالرجل ناقش البحث باحترام وعرض لرأيه وانتهى الأمر دون شياطين أو جن أو رجم، وهذا طبعا دون إغفال تسجيل أنه فعلا – أي لويس عوض – ناقض نفسه بنفسه فيما بعد، لكن ذلك موضوع آخر.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى