تاريخ عظيم احتضنته محافظة المنيا، على مر العصور، بدءًا من العصر الفرعوني وحتى العصر الإسلامي، لا يتمثل في المناطق الأثرية فحسب، بل أيضًا في فن العمارة الذي يظهر في المساجد والكنائس وغيرها. ويجسد هذا الفن عددًا من العصور المهمة، منها العصر الأيوبي الذي يظهر في بناء المساجد والمآذن. ينتشر في جميع أنحاء المنيا، ومن تلك المساجد التي جسدت فن العمارة في المنيا، مسجد اللماطي الذي يقع على كورنيش النيل، يقف شامخا ويعبر الحدود. وعن تاريخ تلك المحافظة العظيم، حيث يعود تأسيسها إلى عام 549 هجرية، وتم تجديدها عام 578 هجرية، على يد أحد أمراء العصر الأيوبي، كما ورد في اللوحة التأسيسية للمسجد.
تم ضم المسجد إلى هيئة الآثار، حيث وضعت لوحة كبيرة على أحد جوانب المسجد، كتب عليها أن المسجد يعود إلى العصر الفاطمي، ويتميز بالمدخل الأيوبي الشمالي. وقد تم تجديده في العصور المتعاقبة. أما النص التأسيسي للمسجد فقد جاء فيه: “بسم الله الرحمن الرحيم، آمر ببناء هذا المسجد المبارك”. ابتغاء رضوان الله ورغبة ما عنده في السادس والعشرين من المحرم سنة ثمان وسبعين وخمسمائة».
تم بناء المسجد على مساحة فدان تقريبًا، وقد شهد المسجد العديد من أعمال التجديد في العصر المملوكي، وأواخر العصر العثماني، والعصر الحديث.
والمسجد عبارة عن صحن وسطى مفتوح تحيط به أربع مظلات أكبرها القبة. وأضيفت إليه فيما بعد مئذنة ومصلى أثناء التجديدات العثمانية للمسجد. وفيما يتعلق بالأعمدة التاجية الموجودة داخل المسجد، ذكر بعض علماء الآثار أنها أعمدة وتيجان المعابد الرومانية واليونانية وبعض الكنائس القديمة التي تهالكت. وكان في زمن الفتح الإسلامي يشبه مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم من حيث التخطيط والبناء.
ولم يكن للمسجد اللماطي دور عبادي فقط، بل كان له أيضًا العديد من الأدوار المهمة. وكانت بمثابة مركز لإدارة شؤون الحكومة والإدارة وسياسة الدولة. ومن خلاله صدرت المراسيم والمراسيم الملكية، وصدرت الأحكام والعقوبات، واستقبال الوفود السياسية.
للمزيد : تابعنا هنا ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر .
مصدر المعلومات والصور: socialpress