الكالسيوم معدن مهم في جسم الإنسان لأنه يلعب دورا حاسما في تخثر الدم وصحة القلب. في حين أن الكالسيوم الموجود في النظام الغذائي، والذي يتم الحصول عليه من خلال منتجات الألبان والخضر الورقية والأطعمة المدعمة، يعتبر صحيًا، إلا أن تناول كميات كبيرة من مكملات الكالسيوم قد يؤدي إلى عواقب صحية. خطيرة، مثل زيادة فرص الإصابة بالنوبات القلبية، بحسب تقرير لموقع “تايمز أوف إنديا”.
وقد ظهر هذا الخطر كسبب خطير للقلق في السنوات الأخيرة، ويرجع ذلك أساسًا إلى تحول المزيد من الأشخاص إلى المكملات الغذائية لتكملة احتياجاتهم من الكالسيوم وتجاوز المدخول اليومي الموصى به دون النظر إلى الآثار الجانبية.
كيف يؤثر الكالسيوم على القلب؟
غالبًا ما توصف مكملات الكالسيوم للأفراد، وخاصة كبار السن، للوقاية من هشاشة العظام أو علاجها. ومع ذلك، فإن تناول أكثر من الكمية اليومية الموصى بها (RDA) يمكن أن يؤدي إلى زيادة الكالسيوم، وهي حالة تعرف باسم فرط كالسيوم الدم. البدل اليومي الموصى به للكالسيوم لمعظم البالغين هو 1000-1200 ملليجرام يوميًا. عندما تكون مستويات الكالسيوم في الدم مرتفعة للغاية، فإنها يمكن أن تسبب تكلس الأنسجة الرخوة، بما في ذلك الأوعية الدموية. ويساهم هذا التكلس بشكل كبير في الإصابة بأمراض القلب. والأوعية الدموية، لأنه يجعل الشرايين أقل مرونة ويضيق المسارات التي يتدفق من خلالها الدم، مما يزيد من خطر الانسداد الذي يمكن أن يؤدي إلى الأزمات القلبية.
أحد الأسباب الرئيسية التي قد تساهم بها مكملات الكالسيوم في الإصابة بالنوبات القلبية هو أنها تؤثر على توازن الكالسيوم والمعادن الأساسية الأخرى في الجسم. على عكس الكالسيوم الغذائي، الذي يمتصه الجسم تدريجيًا وينظمه بشكل طبيعي، فإن مكملات الكالسيوم تسبب ارتفاعًا مفاجئًا في مستويات الكالسيوم في مجرى الدم، ويمكن أن تؤدي هذه الزيادة المفاجئة إلى تعطيل قدرة الجسم على إدارة المعادن وتوزيعها بشكل مناسب، مما يؤدي إلى رواسب الكالسيوم في الجدران. من الشرايين. تؤدي هذه الترسبات، أو اللويحات، إلى تصلب الشرايين، مما يقلل من تدفق الدم ويزيد من خطر الإصابة بمضاعفات القلب والأوعية الدموية.
وقد سلطت الدراسات البحثية الضوء على هذا الارتباط المحتمل بين مكملات الكالسيوم وخطر الإصابة بالنوبات القلبية. علاوة على ذلك، فإن الإفراط في تناول الكالسيوم يمكن أن يعطل التوازن الدقيق للمعادن الأخرى في الجسم، مثل المغنيسيوم والفوسفور، والتي تعتبر ضرورية لصحة القلب. يساعد المغنيسيوم بشكل خاص على تنظيم ضربات القلب ويمنع التكلس المفرط للأنسجة. عندما ترتفع مستويات الكالسيوم، ينخفض المغنيسيوم، مما يؤدي إلى تفاقم مخاطر القلب والأوعية الدموية.
ومن الجدير بالذكر أيضًا أن العديد من الأشخاص الذين يتناولون مكملات الكالسيوم قد يكونون بالفعل معرضين لخطر الإصابة بأمراض القلب بسبب العمر أو عوامل نمط الحياة أو الظروف الموجودة مسبقًا. على سبيل المثال، النساء بعد انقطاع الطمث، اللاتي غالبًا ما يكن الفئة المستهدفة لمكملات الكالسيوم لمنع فقدان العظام. ، هم أيضًا أكثر عرضة للإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، وبالنسبة لهؤلاء الأفراد، قد تشكل مكملات الكالسيوم المفرطة تهديدًا مزدوجًا، لأنها لا تزيد فقط من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، ولكنها تفشل أيضًا في توفير الفوائد الشاملة للكالسيوم الغذائي، والتي تشمل الكالسيوم الإضافي. فوائد العناصر الغذائية الأخرى. مثل فيتامين ك2 وفيتامين د.
لتقليل المخاطر المرتبطة بمكملات الكالسيوم، من المهم تناولها بمعرفة طبيبك وتناولها وفقًا للجرعة المسموح بها. ويفضل توزيع الجرعة المتناولة من الكالسيوم على مدار اليوم لمحاكاة الامتصاص التدريجي الذي يحدث مع الطعام. إن اقتران مكملات الكالسيوم مع النوع المناسب من الطعام، على سبيل المثال فيتامين د، يمكن أن يعزز من صحة العظام، وامتصاص الكالسيوم، ويقلل من احتمالية تكلس الشرايين، والحفاظ على نظام غذائي متوازن غني بالمغنيسيوم والبوتاسيوم وغيرها من العناصر الغذائية الأساسية أمر بالغ الأهمية. لدعم صحة القلب والأوعية الدموية بشكل عام.
للمزيد : تابعنا هنا ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر .
مصدر المعلومات والصور: socialpress