نظمت مكتبة الإسكندرية، من خلال قطاع الاتصال الثقافي، ندوة ثقافية بعنوان: “التنمية المستدامة وبناء السلام”، بالتعاون مع المنظمة العالمية لخريجي الأزهر، في إطار مشروع “سفراء الأزهر”.
تحدث في الندوة التي أشرف عليها مشروع إحياء التراث بمكتبة الإسكندرية، الدكتور سامح فوزي، الباحث الأول بمكتبة الإسكندرية، بمشاركة عدد كبير من الباحثين والأساتذة والطلبة الزائرين وخريجي الأزهر.
قدمت الندوة الدكتورة الشيماء الدمرداش مدير مشروع إحياء التراث بمكتبة الإسكندرية ومنسقة الفعالية، حيث قالت في كلمتها إن جزءاً مهماً من رسالة مكتبة الإسكندرية هو جعل الثقافة والفن والحوار أسساً لبناء إنسان مثقف ومتحضر، وتعزيز رسالة الإنسان وتحسين صورته وتطوير أدواته حتى يتمكن من تنفيذ رسالته ومواكبة التطورات السريعة من حوله، مشيرة إلى أن الثقافة والعلم أساس الحياة، ولكي نحقق المجد لابد أن نطور الأرض ونكون يداً واحدة لدعم الوطن بمؤسساته المختلفة، ومن واجبنا أن نعلي القيم الإنسانية، وننير العقول والطرق لبناء الإنسان، وسبل غرس روح التسامح، وإشعال المحبة، وإعلاء القيم الإنسانية، من أجل بناء مجتمع سليم يليق بهذه الأرض الطيبة التي أشرقت على أرضها الحياة الإنسانية والحضارة.
بدأ الدكتور سامح فوزي محاضرته التي أقيمت بمركز توثيق التراث الحضاري والطبيعي بمكتبة الإسكندرية، بالحديث عن مفهوم الاستدامة، وأنها تأخذ في الاعتبار الأبعاد الاجتماعية والبيئية بالإضافة إلى الأبعاد الاقتصادية لتحقيق الاستغلال الأمثل للموارد المتاحة.
وأضاف فوزي أن التنمية المستدامة تأخذ بعين الاعتبار الإدماج في مواجهة الإقصاء، والإقصاء لن يختفي مع الرغبات العاطفية، لأنه مرتبط بهياكل وممارسات وسلوكيات سياسية واجتماعية وثقافية واقتصادية تمنع الإنسان من الاتصال بموارد مجتمعه.
واختتمت الفعالية بجولة داخل مركز توثيق التراث الحضاري والطبيعي ومشاهدة العروض بقاعة بانوراما التراث التي تعرض تاريخ مصر عبر العصور.
من ناحية أخرى، افتتح الدكتور أحمد زايد مدير مكتبة الإسكندرية اللقاء السنوي لأعضاء وشباب الباحثين المنتسبين للشريك الإقليمي العربي للأكاديمية العالمية للعلوم للدول النامية، والذي عقد افتراضياً بحضور الدكتورة صباح المؤمن نائب رئيس الأكاديمية العالمية للعلوم للدول النامية للمنطقة العربية، والدكتور عادل البلتاجي وزير الزراعة واستصلاح الأراضي الأسبق بجمهورية مصر العربية، بالإضافة إلى عدد من العلماء وأساتذة الجامعات أعضاء الأكاديمية والباحثين الشباب المنتسبين للأكاديمية من مختلف الدول العربية مثل لبنان والأردن وليبيا والسودان وتونس والكويت وسلطنة عمان.
وأكد الدكتور أحمد زايد اعتزاز مكتبة الإسكندرية باستضافة الشريك الإقليمي العربي للأكاديمية العالمية للعلوم للدول النامية منذ عام 2005 من خلال مركز الدراسات والبرامج الخاصة بقطاع البحث العلمي بالمكتبة، كما أكد حرص مكتبة الإسكندرية على دعم التميز العلمي في المنطقة العربية وبناء القدرات العلمية للعلماء العرب، وخاصة العلماء الشباب.
وأشار مدير مكتبة الإسكندرية إلى حرص الشريك الإقليمي العربي للأكاديمية العالمية للعلوم للدول النامية على رعاية ودعم الباحثين الشباب، حيث يعمل من خلال أنشطته السنوية على تعزيز القدرات العلمية والتميز العلمي للعلماء العرب، بما يحقق التنمية المستدامة في المنطقة العربية، بالإضافة إلى دعم الجهود الرامية إلى تعزيز المجتمع العلمي في المنطقة العربية ودعم ثقافة الابتكار والانفتاح على الآخر.
وأضاف الدكتور أحمد زايد أن العالم يشهد سباقاً علمياً محموماً تتصدره المجتمعات التي تدعم إنتاج المعرفة وتوظيفها في تطوير مجتمعاتها، ولم يعد أمامنا خيار سوى مواكبة هذه الوتيرة العلمية المتسارعة لضمان مستقبل مزدهر، وفي هذا السياق تفخر مجتمعاتنا العربية بثرواتها العلمية والفكرية، وبالعقول المتميزة في مختلف المجالات التي تمثل امتداداً لحضارات عظيمة.
واختتم زايد كلمته بتوجيه الشكر لأعضاء الشريك الإقليمي العربي لأكاديمية العالم للعلوم للدول النامية على مشاركتهم، وأشاد بجهودهم في دعم الباحثين الشباب، كما وجه كلمة للباحثين الشباب، داعياً إياهم إلى بذل كل ما في وسعهم للنهوض بالحركة العلمية في بلداننا. كما وجه الشكر لأكاديمية العالم للعلوم للدول النامية على كل الدعم الذي قدمته للشريك الإقليمي العربي بمكتبة الإسكندرية على مدار السنوات الماضية، مؤكداً أن المكتبة تتطلع إلى استمرار هذا التعاون والدعم، لما من شأنه أن يرفع من مكانة البحث العلمي في منطقتنا العربية.
وتم خلال اللقاء تقديم شرح مفصل عن الأنشطة التي قدمها الشريك العربي الإقليمي خلال العام الماضي، وشرح لخطة العمل حتى نهاية عام 2024، واختتم اللقاء بنقاش مفتوح موسع بين الأعضاء والباحثين المنتسبين، تضمن تقديم بعض الأفكار لدعم الباحثين العرب الشباب في الفترة المقبلة.
وفي سياق متصل، تقدم مكتبة الإسكندرية، من خلال مركز الفنون التابع لقطاع التواصل الثقافي، حفلاً موسيقياً لفرقة سويت ساوند بمصاحبة أوركسترا مكتبة الإسكندرية وبقيادة عازف الكمان منير نصر الدين، وذلك يوم السبت 28 سبتمبر في تمام الساعة 8:30 مساءً، بالمسرح الكبير بمركز مؤتمرات مكتبة الإسكندرية، ويتضمن الحفل مقطوعات موسيقية خفيفة ومجموعة من أشهر الأغاني الأجنبية القديمة التي تقدمها الفرقة.
جدير بالذكر أن فرقة سويت ساوند تأسست على يد عازف الكمان الدكتور منير نصر الدين في ثمانينيات القرن العشرين، وقدمت العديد من الحفلات الناجحة على مسارح الأوبرا المختلفة.
للمزيد : تابعنا هنا ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر .
مصدر المعلومات والصور: socialpress