مدينة الفرما، إحدى أبرز المدن التاريخية في شمال سيناء، تقع على بعد 4 كيلومترات شمال قرية بالوزة، وتعرف حاليًا باسم “تل الفرما”. وتتميز بموقعها الاستراتيجي الذي جعلها محط اهتمام الحضارات المتعاقبة. وكانت تعرف في العصور القديمة باسم بيلوسيوم نسبة إلى فرع بيلوسيوم من النيل الذي كان يمر عبر برزخ السويس ويصب في بحيرة البردويل.
وصلت الفرما إلى ذروة ازدهارها في العصرين اليوناني والروماني، وتنافس مدينة الإسكندرية بفضل مينائها التجاري والعسكري وموقعها الاستراتيجي على البحر. أطلق عليها الفراعنة اسم “بر آمون” وتعني مدينة آمون، بينما كانت تسمى في العصر القبطي “برما” ومنه اشتق الاسم العربي “الفرما”.
وتشير بيانات محافظة شمال سيناء إلى أن المدينة تضم العديد من الآثار التي تحكي قصصًا على مر العصور، ومن أبرزها:
-
القلعة الرومانية: تحتوي على أسوار قوية و36 برجاً، بنيت في القرن الثالث الميلادي.
-
الكنائس الأثرية: الكنيسة الشرقية (البازيليك): من أكبر الكنائس في مصر، وتضم كنائس فرعية وكنيسة تذكارية، والكنيسة الدائرية الغربية: نادرة في العمارة المسيحية المبكرة.
-
الحمامات الرومانية: منتشرة في أنحاء المدينة شمالها وجنوبها.
-
مسرح الفرما: يعود تاريخه إلى القرنين الثالث والرابع الميلاديين، ويعتبر مركزاً للأنشطة الثقافية في ذلك العصر.
-
ميدان سباق الخيل ومحطة المياه: تم استخدامه لتزويد المدينة بالمياه.
وكانت الفرما ميناءً هامًا يربط مصر بالشام والمغرب العربي، وشهدت نشاطًا تجاريًا مكثفًا بفضل الفرع البيلوزي من النيل. كما لعبت دورًا بارزًا في الفتح الإسلامي لمصر، حيث قدم أهلها الدعم لجيش عمرو بن العاص.
ودمرت الفرما على يد الصليبيين في القرن السادس الهجري، إضافة إلى عوامل جغرافية أبرزها جفاف الفرع البلوسي من النيل، مما أدى إلى تراجع أهميتها وتحولها إلى آثار.
ويشهد الموقع اهتمامًا من الدولة بمشروعات التطوير التي تشمل إنارة طريق الفرما على طريق العائلة المقدسة بتكلفة مليوني جنيه تقريبًا، ورفع كفاءة الطريق بتكلفة 7.8 مليون جنيه، وإنشاء بوابات أمنية. وخزان مياه ولافتات معلومات.
ولا تزال الفرما تحتفظ بآثارها الفريدة مما يجعلها من أهم المواقع الأثرية في شمال سيناء. تتبع إدارياً لمحافظة شمال سيناء، وتقع على بعد حوالي 35 كيلومتراً شرق قناة السويس، مما يجعلها محطة بارزة للسياح والباحثين عن تاريخ مصر الغني.
وتحكي آثار المدينة وآثارها قصص العصور الذهبية، وتظل شاهدة على عظمة الحضارات المتعاقبة التي أضافت إلى إرث سيناء الحضاري والتاريخي.
آثار المزرعة على الباقي
المسرح الروماني بالفراما
موقع أثري
البقايا الأثرية للموقع
القطع المتبقية
منطقة آثار الفرما
للمزيد : تابعنا هنا ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر .
مصدر المعلومات والصور: socialpress