تقرير: فرنسا تعانى من أعلى مستوى للاكتئاب بين الدول الأوروبية

بحث تقرير جديد مستويات الاكتئاب في جميع أنحاء أوروبا وبين الأفراد الأكبر سنا والأصغر سنا، ويبدو المستقبل بالنسبة لفرنسا قاتما بشكل خاص، حيث تعاني فرنسا من أعلى مستوى من الاكتئاب بين الدول الأوروبية منذ ما قبل ظهور وباء كورونا حتى الآن.

وكشف تحليل أجراه الذراع الإحصائي لوزارتي الصحة والشؤون الاجتماعية الفرنسية، أن معدل الاكتئاب في فرنسا كان نحو 11% قبل الوباء، وهو أعلى معدل بين جميع الدول الأوروبية، بحسب صحيفة لا بانجورديا الإسبانية.

واستند التقرير إلى بيانات من المسح الصحي الأوروبي، الذي يتم إجراؤه كل ست سنوات ويشمل حوالي 300 ألف شخص في جميع أنحاء الاتحاد الأوروبي والنرويج وأيسلندا وصربيا.

ويأتي التقرير في وقت أشارت فيه العديد من الدراسات إلى تفاقم أزمة الصحة العقلية في السنوات التي أعقبت جائحة كوفيد-19، خاصة بين الشباب في فرنسا ودول أوروبية أخرى. وركز التقرير الجديد أيضًا على الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 15 إلى 24 عامًا والأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 70 عامًا.

جوسلين كابوش، مديرة الأبحاث الفخرية في مختبر العلوم العصبية بجامعة السوربون (Neuro-SU) في المركز الوطني الفرنسي للبحث العلمي (CNRS)، قالت ليورونيوز هيلث إنه على الرغم من عدم وجود تفسير لها، سجلت فرنسا مستوى “أعلى نسبيًا” من الاكتئاب والإصابة بالمرض. بالمقارنة. مع الدول الأخرى، قد يكون هذا بسبب عدة أشياء.

وقال كابوتشي، الذي لم يشارك في الدراسة: “على الرغم من أننا نتمتع بخدمات جيدة نسبيا في مجالي الصحة والتعليم، إلا أننا لا نزال بحاجة إلى بذل جهود كبيرة في رعاية المسنين”. وأضاف أن الاكتئاب يمكن أن يتحسن مع زيادة الاستثمار في الطب النفسي والابتكار العلاجي.

ما هي العوامل التي تساهم في الإصابة بالاكتئاب في الدول الأوروبية؟

وبشكل عام، أظهر التحليل الجديد أن أعلى مستويات الاكتئاب وجدت في دول شمال وغرب أوروبا. ولكن في حين أن الاكتئاب نادر بين الشباب في دول جنوب وشرق أوروبا، إلا أنه أعلى بين الأشخاص الذين تبلغ أعمارهم 70 عامًا أو أكثر في تلك البلدان، وفقًا للتقرير.

على سبيل المثال، في البرتغال ورومانيا وكرواتيا، تتجاوز معدلات الاكتئاب 15% بين كبار السن. ووفقا لبيانات المسح، كانت النساء الأكبر سنا أكثر اكتئابا من الرجال الأكبر سنا، وكان كبار السن الأوروبيين الذين يعانون من سوء الحالة الصحية أكثر عرضة للمعاناة من الاكتئاب.

ويقول مؤلفو التقرير إن حقيقة أن عدداً أكبر من كبار السن الأوروبيين يعانون من مشاكل صحية في دول شرق وجنوب أوروبا قد تفسر ارتفاع معدل انتشار الاكتئاب في تلك البلدان. “على سبيل المثال، في كرواتيا أو لاتفيا، حيث أفاد ما يقرب من 40% من كبار السن أنهم يعانون من مشاكل صحية، فإن معدل انتشار الاكتئاب مرتفع: 16% و9% على التوالي”، كما أشار مؤلفو التقرير.

ويبدو أن العزلة الاجتماعية والترمل تؤثر أيضًا على الاكتئاب لدى كبار السن. ومن بين الشباب الأوروبيين، كانت أعلى معدلات الاكتئاب في الدنمارك والسويد وفنلندا، تليها دول أوروبا الغربية. وكان معدل الاكتئاب بين الشباب أقل في بلدان أوروبا الشرقية والجنوبية.