google.com, pub-6069403238080384, DIRECT, f08c47fec0942fa0
أخبار

الولايات المتحدة تشحن أسلحتها النووية وسط تهديد متزايد من الصين وروسيا والتوترات في الشرق الأوسط

كتب: هاني كمال الدين    

بدأت الولايات المتحدة برنامجًا شاملاً لتحديث وتطوير ترسانتها من الأسلحة النووية ردًا على تدهور المناخ الجيوسياسي العالمي. ويأتي هذا التطور في ضوء التهديدات المتصاعدة من العديد من الخصوم الرئيسيين، كما هو مفصل في تقرير صادر عن الإدارة الوطنية للأمن النووي (NNSA)، وهي قسم من وزارة الطاقة. تحت عنوان “السنة المالية 2025 – خطة الإشراف على المخزونات وإدارتها – ملخص خطة السنتين”، تم مؤخرا تقديم الوثيقة المكونة من 200 صفحة تقريبا إلى الكونجرس الأمريكي، والتي توضح الحاجة إلى رادع نووي قوي وحديث.

ويسلط التقرير الضوء على التهديد المتزايد الذي يشكله التقدم النووي من دول مثل روسيا والصين وكوريا الشمالية وإيران. وتُعرف روسيا، على وجه الخصوص، بانتهاكها المستمر للمعايير النووية، مما يثير المخاوف بشأن نواياها المستقبلية. وقال التقرير إن البرنامج النووي الصيني يتقدم بمعدل متسارع، مع توقعات تشير إلى أنها يمكن أن تحقق التكافؤ النووي مع الولايات المتحدة في غضون عقد من الزمن. ومن ناحية أخرى، تواصل كوريا الشمالية تجاربها الصاروخية العدوانية، كما بلغت أنشطة تخصيب اليورانيوم في إيران مستويات غير مسبوقة، الأمر الذي يزيد من تعقيد أي احتمالات للتوصل إلى حل دبلوماسي. وقال التقرير إن هذه التطورات مجتمعة تساهم في خلق بيئة أمنية عالمية معقدة وغير مؤكدة يتعين على الولايات المتحدة معالجتها للحفاظ على الاستقرار الاستراتيجي.

ورداً على ذلك، تركز الولايات المتحدة على تحديث العديد من الرؤوس الحربية النووية الحرارية. وتهدف هذه التحديثات إلى إطالة عمر الرؤوس الحربية القديمة وتعزيز موثوقيتها دون الحاجة إلى إجراء تجارب نووية تحت الأرض. ويسلط التقرير الضوء أيضًا على هدف إنتاج 80 حفرة بلوتونيوم سنويًا. وهذه الحفر، التي تشكل جوهر الأسلحة النووية من النوع الانفجاري الداخلي، ضرورية للحفاظ على فعالية المخزون النووي الأمريكي.

ولا يقتصر تحديث الأسلحة النووية على الحفاظ على القدرات الحالية فحسب، بل يشمل أيضًا استكشاف خيارات الرؤوس الحربية المستقبلية. تجري إدارة الأمن النووي أبحاثًا لتطوير رؤوس حربية ذات خصائص جديدة يمكنها مواجهة التهديدات والتحديات الناشئة. ويضمن هذا النهج بقاء الترسانة النووية الأمريكية مرنة وقادرة على ردع الخصوم في مشهد جيوسياسي دائم التطور.

وهناك العديد من أنشطة التحديث الرئيسية جارية بالفعل، وتعمل إدارة الأمن النووي وفق جداول زمنية ضيقة لمواجهة التحديات الناشئة دون المساس بسلامة الردع النووي. وتهدف جهود التحديث أيضًا إلى إنشاء مؤسسة أمن نووي مرنة ومرنة يمكنها تزويد وزارة الدفاع بالأدوات اللازمة لتنفيذ مهمة الردع النووي الحاسمة.


ويأتي التقرير في وقت حرج حيث تعمل روسيا على تعميق علاقاتها مع إيران وكوريا الشمالية في حين تتجاهل المعاهدات النووية العالمية مثل معاهدة الحظر الشامل للتجارب النووية. وقال التقرير إن استمرار الصين في توسيع وتحديث ترسانتها النووية يشكل أيضا تحديا كبيرا للاستقرار العالمي. بالإضافة إلى ذلك، فإن الصراعات المستمرة في الشرق الأوسط والحاجة المتزايدة لأمن المناخ والطاقة تؤكد بشكل أكبر على الحاجة إلى رادع نووي أمريكي قوي ومرن. إن هذه السلوكيات المزعزعة للاستقرار تخلق بيئة جيوسياسية متزايدة التعقيد وتتطور وغير مؤكدة. لذلك، ستستمر الأسلحة النووية في توفير تأثير ردع فريد على الأمن الدولي لا يمكن لأي عنصر آخر من عناصر القوة الأمريكية تحقيقه في المستقبل المنظور.

للمزيد : تابعنا هنا ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر .

مصدر المعلومات والصور: economictimes

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى