وخلال جلسة خاصة في فعاليات المنتدى الحضري العالمي داخل الجناح المصري، تمت مناقشة قدرة الدول على تحمل تغير المناخ وتحديات المسار الاقتصادي والاجتماعي والبيئي للدول، في جلسة بعنوان “برنامج نظام تصنيف المرونة من أجل التنمية المستدامة” القدرة على التكيف مع تغير المناخ في المناطق الحضرية الفقيرة “(BCRUP).
شارك في الجلسة: بيريل خانيلي، مسؤول برامج كينيا في برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية (الموئل)، السفير سلطان حاجييف، سفير جمهورية أذربيجان لدى كينيا، تشارلز كونيانغو، أمين نظام تصنيف القدرة على مواجهة تغير المناخ، أحمد عبد الله ، رئيس مجلس حكام المقاطعات الكينية، أليس واهوم، وزيرة الإسكان في كينيا.
حماية الفقراء من التقلبات المناخية
وقال تشارلز كونيانجو، أمين نظام تصنيف القدرة على مواجهة تغير المناخ، إن الفقراء يعانون في حالة حدوث أي تغير مناخي وهم الفئة الأكثر عرضة لمخاطره.
وتابع أن السلامة في المناطق الفقيرة معدومة إلى حد ما بسبب عدم توفر بنية تحتية جيدة فيها. وأي اضطراب أو فيضانات أو غيرها يجلب الكوارث للمواطنين، وحتى سيارات الإسعاف تجد صعوبة في الوصول إلى تلك المناطق بسرعة.
وأضاف أن أعداد المصابين في المناطق الفقيرة أعلى بكثير مما يمكن أن يحدث في مناطق أخرى تتمتع ببنية تحتية جيدة في حال حدوث أي تقلبات في البيئة أو المناخ، موضحا أن هناك برنامج يزيد من القدرة على الصمود أي تحديات مناخية ويجب اعتمادها في المناطق الفقيرة.
وأشار كونيانجو إلى أن الجهود التي يبذلها برنامج القدرة على مواجهة تغير المناخ تعتمد على التركيز على الفقراء في المناطق الحضرية باعتبارهم الفئة الأكثر عرضة لأي مخاطر تتعلق بتغير المناخ، مشددا على أهمية العمل مع كافة الأطراف المعنية لتحقيق الهدف المنشود. الأهداف وحماية البيئة والفئة الفقيرة من أية مخاطر. المخاطر المحتملة في المستقبل.
ارتفاع التكاليف ومواجهة التحديات المناخية
قال السفير سلطان حاجييف سفير جمهورية أذربيجان لدى كينيا، إن مواجهة قضايا تغير المناخ، وما ينتج عنها من تحديات قوية تؤثر على المسار الاقتصادي والاجتماعي والبيئي للدول، تتطلب تفعيل برامج منهجية للحد من التعرض لتغير المناخ والتكيف معه. التغيرات المناخية المستقبلية.
وأضاف أن مواجهة تداعيات تغير المناخ في مختلف الدول يواجه تحديا كبيرا يتمثل في التكلفة الباهظة لتفعيل برامج ومبادرات قوية لمواجهة تغير المناخ. كما يتطلب توافر التمويل الدولي الموسع لإنقاذ البلدان الأضعف اقتصاديا والتي تواجه الكوارث نتيجة لتغير المناخ.
وأشار هاجييف إلى أن مواجهة التغيرات المناخية تتطلب من الدول التركيز على تنمية الاقتصاد الوطني بما يضمن القوة والمرونة لمواجهة التغيرات المناخية في المستقبل، مشيرا إلى أن منطقة نيروبي في كينيا تواجه كوارث أمطار تهدم المنشآت القائمة وتتسبب في تفاقم المشكلة. انهيار البنية التحتية.
احتياجات الدول الفقيرة في القارة الأفريقية
قال أحمد عبد الله، رئيس مجلس حكام المقاطعات في كينيا، والحاصل على وسام القلب الكبير من الذهب (EGH) وهو ثاني أعلى وسام تمنحه جمهورية كينيا، إن احتياجات الدول الفقيرة في أفريقيا لمواجهة وتبلغ تحديات تغير المناخ وما ينتج عنه من كوارث تدمر البنية التحتية لتلك الدول نحو 6 مليارات دولار. دولار.
وأشار إلى أن حشد هذه الأموال لدعم الدول الأفريقية في مواجهة تحديات تغير المناخ في المستقبل يتطلب بالضرورة شراكات قوية بين الحكومات والمؤسسات الدولية للحد من مخاطر تغير المناخ وإزالة الأضرار المتزايدة على المجتمعات الفقيرة.
وأشار إلى أن الدول الأفريقية بحاجة إلى استثمارات جادة في البنية التحتية وتطوير أنظمة النقل، فضلا عن الدافع لخلق ووضع سياسات قوية لمواجهة التحديات البيئية وبناء القدرة على الصمود بين الوكالات الحكومية لمواجهة تحديات تغير المناخ.
وأشار إلى أبرز المخاطر التي تواجهها الدول الفقيرة في ظل التغيرات المناخية الحالية، وهي ارتفاع معدلات الجفاف، ومخاطر الفيضانات، وارتفاع منسوب سطح البحر، وما ينجم عن ذلك من معوقات بيئية تشمل زيادة الفقر، ونقص فرص العمل، وانخفاض معدل البطالة. مستوى التنمية في البلدان.
وأشار إلى ضرورة أن تدرك حكومات الدول الفقيرة أهمية تحديد الاحتياجات الحقيقية لمجتمعاتها وما تحتاجه تلك المجتمعات لتمكينها من مواجهة تغير المناخ، بالإضافة إلى العمل على دمج احتياجات الأفراد في خطط التنمية لتحقيق أهدافها. إنشاء مجتمعات أكثر مرونة في المستقبل.
إن الشراكات الدولية ضرورة ملحة
قالت بيريل خانييلي، مسؤولة البرامج الكينية في برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية، إن هناك زيادة في عدد النازحين حول العالم بسبب تغير المناخ والكوارث الطبيعية، ودعت إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لمعالجة هذه الأزمة.
وأوضحت خلال كلمتها في الجلسة، أن تغير المناخ أدى إلى زيادة وتيرة وشدة الكوارث الطبيعية، مما تسبب في نزوح ملايين الأشخاص سنويا، خاصة في المناطق الفقيرة والهشة، مشيرة إلى أن التقارير الأخيرة للفريق الحكومي الدولي وقد أكدت الهيئة الدولية المعنية بتغير المناخ (IPCC) خطورة الوضع، حيث يعيش مليارات الأشخاص في مناطق معرضة لخطر كبير.
ودعت إلى ضرورة تبني حلول جذرية لمعالجة أزمة السكن والنزوح، مؤكدة أهمية دمج اعتبارات التغير المناخي في كافة السياسات والبرامج المتعلقة بالإسكان والتخطيط الحضري، مشيرة إلى أن المدن الصغيرة هي الأكثر تضرراً من تغير المناخ، مما يجعل من الضروري الاستثمار في بناء مدن مرنة قادرة على مواجهتها. تحديات المناخ.
وشددت على أهمية الشراكة بين الحكومات والمنظمات الدولية والقطاع الخاص والمجتمع المدني لمعالجة هذه الأزمة، ودعت إلى اعتماد نهج شامل يركز على بناء القدرة على الصمود والتكيف مع تغير المناخ.
كما أكدت على أهمية الشراكات بين مختلف الجهات المعنية في مواجهة تحديات تغير المناخ في المناطق الحضرية، وخاصة في المناطق الفقيرة والهشة.
وذكرت أن برنامج الموئل يدعم العديد من البرامج التي تهدف إلى بناء المرونة والتكيف مع تغير المناخ في المدن، من خلال توفير التمويل اللازم وتطوير الحلول المبتكرة، داعية إلى ضرورة التركيز على الشراكات القوية بين الحكومات والمنظمات الدولية والقطاع الخاص. والمجتمع المدني، وذلك لضمان نجاح جهود التكيف مع تغير المناخ.
وأشارت إلى أهمية دمج اعتبارات التغير المناخي في كافة السياسات والبرامج المتعلقة بالتخطيط الحضري والإسكان، مشيرة إلى أن ذلك سيسهم في بناء مدن أكثر مرونة وقدرة على مواجهة التحديات المستقبلية. كما أكدت على أهمية مشاركة المجتمعات المحلية في عمليات صنع القرار، للتأكد من أن الحلول المقترحة تلبي احتياجاتهم. وتطلعاتهم.
وقالت بيريل خانيلي، إن برنامج الموئل يعمل على تعزيز التعاون بين مختلف الدول، بهدف تبادل الخبرات والمعارف وأفضل الممارسات في مجال التكيف مع تغير المناخ.
تعزيز التعاون بين الدول الأفريقية
دعت أليس واهوم، وزيرة الإسكان في كينيا، إلى تسريع تنفيذ برنامج BCRUP لمواجهة تحديات تغير المناخ في المدن الأفريقية، مؤكدة أهمية هذا البرنامج في تعزيز قدرة المدن الأفريقية على التكيف مع آثار تغير المناخ وخاصة في المناطق الحضرية الفقيرة.
وأشارت إلى أن البرنامج يهدف إلى بناء مدن أكثر مرونة وقدرة على تحمل الكوارث الطبيعية والأحداث المناخية المتطرفة، لافتة إلى أن برنامج BCRUP يمثل فرصة فريدة لتعزيز التعاون بين الدول الأفريقية في مجال مواجهة التغير المناخي والبناء. المدن المستدامة.
وأوضح واهوم أن كينيا كانت من أوائل الدول التي تبنت هذا البرنامج، استجابة لدعوة الأمين العام للأمم المتحدة، مشيراً إلى أن 14 دولة أفريقية أخرى انضمت إلى البرنامج، من بينها مصر وإثيوبيا ورواندا وكوت ديفوار. ‘العاج وأوغندا وأن هناك إجماعا كبيرا على أهميتها. في تحقيق أهداف التنمية المستدامة.
ودعا الوزير الدول المشاركة في البرنامج إلى تقديم خطابات عدم الممانعة لتسريع عملية التنفيذ، مؤكدا أهمية التعاون والتنسيق بين مختلف الجهات المعنية.
للمزيد : تابعنا هنا ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر .
مصدر المعلومات والصور: socialpress