google.com, pub-6069403238080384, DIRECT, f08c47fec0942fa0
أخبار

اقتصاد الحرب.. تحديات أكتوبر وتنمية سيناء

وأمضت سيناء سنوات طويلة منذ التحرير في انتظار إعادة الإعمار حتى جاءت دولة 30 يونيو لتبدأ ثورة تطهير سيناء من الإرهاب في المعركة الشاملة التي واصل فيها الأحفاد بطولة الأجداد لتنتهي بالقضاء على الإرهاب..

وفي نفس الوقت الأيادي التي رفعت السلاح هي أيد عاشت وبنت… وإليكم بعض الأشياء الكثيرة التي تحققت في أرض الفيروز…

 

ورغم أن للحروب أهداف كثيرة لاستعادة الأرض التي اغتصبها الأعداء، إلا أنها تخلف وراءها خسائر اقتصادية واجتماعية كبيرة تؤثر على خطط التنمية في هذه الدول، وكانت مصر من أكثر الدول التي عانت من ويلات الحروب في عصرنا الحالي لسنوات والتي بدأت منذ العدوان الثلاثي عام 1956، مروراً بنكسة 1967، وحققت النصر في السادس. من أكتوبر 1973.

وأكد عدد من الخبراء الاقتصاديين لـ”روزا اليوسف” أن الحروب التي خاضتها مصر كان لها الأثر السلبي في تعطيل عملية التنمية، حيث تعثرت كافة الخدمات في مجالات الصحة والتعليم والطرق وغيرها، واستنزفت تلك الحروب الدولة. موارد الدولة وزادت أعباءها، ولا تزال الدولة تسدد فواتيرها حتى الآن.

وكشف الخبراء أن الدولة اضطرت للتخلي عن الخطة الخمسية الثانية 1964 – 1970 والتي كانت تهدف إلى بناء الصناعات الثقيلة واستكمال ما تم خلال الخطة الخمسية الأولى، وتم استبدالها بالخطة الثلاثية ثم خطط سنوية لتسريع وتيرة الإنجاز. ونتيجة لذلك انخفض معدل نمو الناتج المحلي خلال الفترة من 66 إلى 71، ليصبح الناتج المحلي الإجمالي نحو 2.9%.< /p>

مر الاقتصاد الوطني بفترة ركود وصلت إلى تسع سنوات بين عامي 1964/1965 و1973، استنادا إلى ذلك التراجع الكبير في معدل نمو الدخل القومي “أقل من 3% خلال هذه الفترة”، والذي لم يتجاوز النمو كثيرا معدل السكان، وفي عام 1966/1967 لم يزد الدخل القومي إطلاقاً. كما انخفض في العام المالي التالي 1967/1968 بنسبة 0.2%.

وخلال السنوات الخمس التالية للخطة الخمسية الأولى، انخفضت نسبة الزيادة في الناتج المحلي الإجمالي إلى 17%، مقابل 37% خلال سنوات الخطة الخمسية الأولى. وكان سبب تدهور مستوى الناتج هو انهيار حجم الاستثمار، حيث انخفضت نسبته من 18% في أواخر سنوات الخطة الخمسية الأولى إلى 12% عام 1972. كما انخفض معدل الادخار من 14% % إلى 8% خلال نفس الفترة.

ومع نهاية الستينيات، كانت سياسة إحلال الواردات قد تجاوزت إمكاناتها، ولم تسفر إلا عن استبدال نوع معين من الواردات بنوع آخر، ورغم ذلك لم يخفف ذلك العبء على ميزان المدفوعات، بل زاد عليه.

وكشف الخبراء أن مصر، بعد عام 1967، واجهت كافة الآثار الاقتصادية الناجمة عن إغلاق قناة السويس، وفقدان نفط سيناء، ونقص عائدات السياحة، ونفقات توطين النازحين من منطقة القناة. بالإضافة إلى الإنفاق العسكري الجديد، بالإضافة إلى ما كان على مصر سداده لخدمة الديون التي جاءت مستحقة في الأعوام التي تلت حرب 1967، حيث بلغت قيمة أقساط الديون المستحقة في ذلك الوقت خلال الفترة من 1967 إلى 1972 نحو 240 مليون دولار سنويا في المتوسط.

ومن جانبه قال الدكتور محمد الشوادفي، أستاذ الاستثمار والتمويل بجامعة الزقازيق: إن الحروب لها تأثير كبير على اقتصاديات العالم، ويكفي أن بريطانيا العظمى اقترضت من مصر بسبب معاناتها من الحرب. الحربين العالميتين الأولى والثانية، وفيهما كان الاقتصاد المصري قوياً جداً، حيث وصل سعر الجنيه المصري إلى عدة دولارات أو جنيهات إسترلينية.

وأشار الشوادفي: قد يتساءل البعض كيف تغير حال الاقتصاد المصري بعد أن كان قويا؟ الجواب هنا يكمن في أن مصر خاضت 6 حروب متتالية في أقل من 60 عاما، مما أثر سلبا على التنمية الاقتصادية، لذلك لجأت مصر إلى ما يسمى باقتصاد الحرب خلال الفترة من 1967 إلى 1973، حيث استغرق الأمر وقتا طويلا. مجموعة التدابير والتدابير الطارئة بغرض المحافظة على رصيد النقد الأجنبي. وتوفير الموارد اللازمة للمجهود الحربي وتسليح الجيش خلال تلك الفترة.

وتابع أستاذ الاستثمار: “بعد هزيمة 1967 تم اتخاذ بعض الإجراءات من أجل بناء الجيش المصري وتوفير الموارد المالية لتسليح الجيش والاستعداد للحرب القادمة، وأهمها إعادة النظر في الخطة”. الاستيراد والتصدير بسبب تفاقم العجز في الميزان التجاري، والاعتماد على المنتج المحلي، وتأجيل تنفيذ المشروعات طويلة المدى، فضلاً عن خفض الإنفاق الحكومي، ومعالجة الجهاز الإداري للدولة من خلال تقليل عدد الوزارات.

وأوضح الشوادفي: أن الحروب أثرت سلباً على فشل الخدمات في مجالات الصحة والتعليم والطرق وكافة المجالات، حيث استنزفت حروب القرن الماضي موارد الدولة، وزادت من أعباءها، وأعاقت عملية التنمية للأجيال القادمة، أدى إلى اكتظاظ الفصول الدراسية، وانخفاض عدد الجامعات، وتغيير خطط التنمية، والفشل في مواجهة النمو السكاني، مشيراً إلى أن الدولة لا تزال تدفع فواتيرها في المعارك التي خاضتها مصر في القرن الماضي، خاصة معركة مصر. حرب 1967 وما نتج عنها من خسارة موارد الدولة وزيادة الإنفاق العسكري على تجديد المعدات.

وأكد الدكتور محمود عنبر، أستاذ الاقتصاد بجامعة أسوان، أن التكلفة الاقتصادية لأي حالة حرب “باهظة الثمن للغاية”، إذ أنها لم تؤثر فقط على الأجيال الحالية، بل تمتد آثارها السلبية إلى الأجيال القادمة، وبالتالي تؤثر على فكرة التنمية المستدامة، لافتاً إلى أن عدم وجود أي استقرار أمني أو سياسي يؤدي إلى هروب الاستثمار ويمنع تدفق الأموال الأجنبية، لذلك أطلق على المال لقب “الجبان”، لأنه لا وطن له ولا وطن له. فلا تبحث عن مكان إلا الذي يعظم أرباحها.

ولفت الأنبار إلى كلامه: حتى انتقلت الحروب من المواجهة في ساحة المعركة إلى التضييق الاقتصادي، مستخدمة فكرة العقوبات الاقتصادية كنوع من “لي الذراع”. لإركاع أي دولة، موضحاً أن التحديات الإقليمية المحيطة بالدولة المصرية لم تمنعها من استكمال خططها التنموية، واستطاعت تحقيق ما تستهدفه دون أن تكلف الدولة الدخول في صراع مسلح، لأن اقتصادها وستكون العواقب سلبية بعد أن تمكنت مصر من التغلب على سلسلة طويلة من العقبات، ووضعتها في مصاف الدول المتقدمة، وحظيت بالعديد من الإشادة الدولية.

للمزيد : تابع خليجيون 24 ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى