خصص مهرجان أيام قرطاج المسرحية ندوة فكرية دولية حول «المسرح والإبادة والمقاومة: نحو أفق إنساني جديد»، وهو الموضوع الذي يشغل اهتمام المثقفين في العالم العربي، خاصة في مواجهة الإبادة الجماعية التي تعرض لها الفلسطينيون. يتعرض له منذ سنوات طويلة، خاصة منذ “طوفان الأقصى”، حيث أصبحت المجازر بوتيرة يومية. ويبلغ عدد الشهداء خمسين ألفاً، لا يشمل الجرحى والنازحين الذين فقدوا منازلهم ويعيشون في العراء.
وتستمر الندوة لمدة ثلاثة أيام هي 25 و26 و27 من الشهر الجاري، وتترأس الجلسة الأولى التي بدأت اليوم الدكتور محمد المديوني. ويحمل عنوان «المسرح والإبادة والمقاومة: أطروحات ومقاربات»، ويقدمه خلاله نوفل حنفي من تونس، وآري سيتاس من جنوب أفريقيا، ونجوى كنداكجي من الأردن، وخيرة بوعطو من الجزائر. أوراق عن المسرح والإبادة الجماعية، وكيفية التعبير عن الدمار. الدكتور أحمد القاسمي يترأس الجلسة الثانية التي تشارك فيها صفاء السلولي وعلي. حبيب الفريوي وأنديرا راضي وورقات في تجارب أنطونين أرتو وأوغستو بوال وتجلياتهما في غزة وجماليات الحياة.
وفي اليوم الثاني يترأس الدكتور محمد مسعود إدريس الجلسة الأولى والتي بعنوان: مشهد المقاومة والاستعمار والحرب الأهلية. ويشارك في البطولة كل من هايل علي أحمد المظبي من اليمن، والسير السيد محمد من السودان، وعبد الحليم المسعودي من تونس، وأحمد الشنيقي من الجزائر. كريم دكروب من لبنان يترأس الجلسة الثانية تحت عنوان: المسرح والعنف والدكتاتورية.
أما اليوم الثالث، فستكون الجلسة الأولى تحت عنوان المسرح والمقاومة في الأفق الفلسطيني، رؤى متقاطعة، برئاسة نجوى كنداكجي، ويقدم فيها ثلاث مداخلات لكل من سعيد كريمي من المغرب، وإيناس زرقايون من تونس، وعماد. هادي خفاجي من العراق. وستخصص الجلسات الأخيرة لهذه الندوة لغزة ولبنان، برئاسة أحمد شنقي من الجزائر، تحت عنوان من غزة إلى لبنان، ويشارك عبد الرحيم الشيخ من فلسطين بمداخلة بعنوان الموت الفلسطيني بين السجن والإبادة في فلسطين. مسرحيات وليد دقة وكريم دكروب من لبنان “مسرح الدمى والصراع على الهوية خلال الحرب الأهلية في بيروت”.
وشددت الندوة على ضرورة وجود مسرح مناهض للإبادة الجماعية أكثر من أي وقت مضى، لأنه يندرج ضمن أفق ذو طبيعة إنسانية جديدة، يعمل على إعادة ترسيخ الفكر المدافع عن الإنسانية الحرة. في المسرح، وعلى خشبته، حوار، مواجهة الرأي بالرأي، مواجهة الإرادة بالإرادة، هزيمة الاستبداد بالفكاهة، وانقلاب مسار القدر «الحتمي» القائم على الموضوعات الحرة. الذين يخلقون المصائر المختارة. وهو في هذا يستمد مادته من روافده في الأدب الكلاسيكي والشعبي، وفي الفنون القديمة والحديثة، ومن العلوم الإنسانية والاجتماعية، ومن الفلسفات. وبهذا المعنى لا يمكن للمسرح أن يقوم بهذه المهمة إلا إذا ساهم في رأب الصدع بين العلوم الإنسانية والاجتماعية والفن، فهو خلاصة معرفة الإنسان عن نفسه، ماضيه وحاضره، واستشرافه للمستقبل، وكما هو هي بوتقة تنصهر فيها الفنون والأدب والمعرفة التي تهتم بالإنسان والمجتمع.
تناقش الندوة عدة مواضيع منها: الخصائص الجمالية لممارسة مسرح الإبادة الجماعية ومسرح المقاومة في المجتمعات المختلفة وفي عهد الاستعمار والرأسمالية الاستهلاكية. كما تناقش الندوة مفهوم أخلاقيات وضع الدمار والإبادة الجماعية على خشبة المسرح وتحويلها إلى مشهد مسرحي، وعلاقة الفن المسرحي بعلوم الإنسانية والمجتمع، حيث يتعمق في ذكريات الإبادة والمقاومة والانتهاكات. صناعة. التاريخ الاجتماعي للهويات، ومسرح الإبادة الجماعية والمقاومة، وخلق المستقبل المحتمل.
مهرجان أيام قرطاج المسرحية
ندوة المسرح والمقاومة في مهرجان أيام قرطاج المسرحية
المسرح والمقاومة في مهرجان أيام قرطاج المسرحية
للمزيد : تابعنا هنا ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر .
مصدر المعلومات والصور: socialpress