قالت صحيفة “الغارديان” البريطانية إن حادث تحطم طائرة الركاب في مطار موان بكوريا الجنوبية يوم الأحد الماضي مثل اختبارا للوحدة السياسية في كوريا الجنوبية وسط أزمة القيادة التي تعاني منها حاليا.
وذكرت الصحيفة -في سياق مقال تحليلي- أن الحادث يسلط الضوء على المخاطر المحتملة التي يشكلها عدم الاستقرار على أعلى مستوى في حكومة كوريا الجنوبية على الاستجابة للكوارث.
وقالت الصحيفة إن الكوريين الجنوبيين يأملون بالتأكيد في الحصول خلال الأيام الأخيرة من عام 2024 على فترة راحة من الفوضى السياسية التي شهدتها بلادهم في الأسابيع الأخيرة.
ومع ذلك، قبل ثلاثة أيام من نهاية العام، اضطرت كوريا الجنوبية إلى مواجهة مشهد مروع لطائرة ركاب مسرعة على المدرج قبل أن تصطدم بجدار وتشتعل فيها النيران، مما أسفر عن مقتل جميع ركابها البالغ عددهم 181 راكبا باستثناء اثنين.
وأشارت الصحيفة إلى أن هذا الحادث تزامن مع تصويت البرلمان الكوري الجنوبي على إقالة الرئيس المؤقت هان داك سو، وقد لا يكون الحدثان مرتبطين ببعضهما البعض، لكن من المستحيل تجاهل الخلفية السياسية لمأساة الأحد الماضي على مدرج مطار موان الدولي.
وتعتقد صحيفة الغارديان أن هذا الحادث سلط الضوء على المخاطر المحتملة التي يشكلها عدم الاستقرار على أعلى مستوى في حكومة كوريا الجنوبية على الاستجابة للكوارث.
وأوضحت أن بوادر مشجعة ظهرت في أعقاب المأساة مباشرة. وأطلقت الأحزاب السياسية المتنافسة في كوريا الجنوبية مبادرات منفصلة في الاستجابة للكارثة، ويبدو أنها وضعت جانباً العداء الذي ساد في الأسابيع الأخيرة.
وقالت الصحيفة إنه في غضون ساعات من وقوع الحادث، وصل الرئيس المؤقت تشوي سانغ موك إلى الموقع لدعم عمال الطوارئ وتقديم كلمات التعزية لأكثر من 100 من أقارب الركاب.
ورأت الصحيفة أن وجود تشوي كان بمثابة تذكير بأن أسوأ كارثة طيران على الأراضي الكورية حدثت في وقت اضطرابات سياسية غير مسبوقة، بعد يومين فقط من توليه منصبه خلفا لهان المخلوع.
وبحسب الصحيفة، أقر تشوي بخطورة الوضع في تصريحات أدلى بها في المطار، كما تعهد بأن “الحكومة لن تدخر جهدا في دعم أسر الضحايا”.
وأشارت الصحيفة إلى أن اللعبة السياسية التي دفعت تشوي لتولي منصب الرئيس المؤقت لكوريا الجنوبية رغما عنه، قبل 48 ساعة من تحطم الطائرة، بدأت عندما تم عزل الرئيس يون سيوك يول من الرئاسة بعد محاولته فرض الأحكام العرفية. في 3 ديسمبر، ثم أقال البرلمان بديله هان داك. سو يوم الجمعة الماضي بسبب رفضه تعيين قضاة في المحكمة الدستورية، وهي الهيئة التي ستقرر مصير يون.
إلى جانب إدارته لكارثة تحطم الطائرة هذا الأسبوع، ورث تشوي أيضًا عددًا من التحديات المباشرة الأخرى: العملة التي انخفضت إلى أدنى مستوى لها منذ الأزمة المالية عام 2009، والمخاوف الأمنية المتزايدة بعد اعتقال العديد من القادة العسكريين بسبب تورطهم المزعوم في كارثة تحطم الطائرة. خطة الأحكام العرفية.
وقالت الصحيفة في ختام تحليلها إنه بينما كانت أسر ضحايا طائرة جيجو إير تحاول فهم ما حدث، سرعان ما تحولت مأساة مطار موان إلى اختبار لقدرة المشهد السياسي المنقسم في كوريا الجنوبية على إيجاد الوحدة. والرحمة وسط الدمار.
للمزيد : تابعنا هنا ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر .
مصدر المعلومات والصور: socialpress