كتبت: سلمى نصر الدين
“قللنا استهلاك اللحوم، واستبدلنها بالفراخ.. وبدل ما بجيب شكارة رز كبيرة كل شهر، بقيت أجيب 5 أكياس واقسمهم”، تحكي إسراء، ربة منزل، كيف تواجه ارتفاع أسعار السلع الغذائية خلال الفترة الماضية.
تُنفق إسراء على الطعام والأساسيات فقط منه، ما بين 3000 لـ 4000 آلاف جنيه، “لا أحصل سوى على معاش زوجي، والذي يبلغ 5000 آلاف جنيه فقط، كما أن لدي أبناء في مرحلة الثانوية العامة بحاجة للحصول على دروس خصوصية”، توضح إسراء.
تقول إسراء لـ سوشيال برس، إنها كانت يمكن أن تأكل هي وأسرتها الفراخ يوميًا، لكن بعد ارتفاع أسعارها تراجع استهلاكها ما بين يومين لـ 3 أسبوعيًا.
ارتفاع أسعار السلع الغذائية
في تقريره الشهري، ذكر الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء ارتفاع معدل التضخم القياسي، ليصل لـ 33.7% في مارس 2023، مقابل 12.1% في الشهر ذاته من عام 2022. والتضخم القياسي، يقيس مقدار التغير في أسعار السلع بما فيها الغذائية خلال فترة زمنية معينة.
وارتفعت أسعار السلع الغذائية في الفترة ما بين مارس 2022 حتى مارس 2023 بمقدار 62%. دفع ارتفاع الأسعار الأسر المصرية لاتخاذ إجراءات لمواجهة الأزمة الاقتصادية، كتلك التي اتخذتها إسراء.
فبحسب استبيان للمعهد الدولي لبحوث السياسة الغذائية، شمل حوالي 6000 أسرة، خلال الفترة من أكتوبر وحتى نوفمبر 2022، أفادت 85% من الأسر عن تقليل استهلاكهم من اللحوم، و60% قللوا من استهلاك الألبان، 75% قللوا استهلاكهم من البيض، وتراجع استهلاك الدواجن عند 73% من الأسر، ونحو 60% من الأسر قللوا من تناول الأسماك.
وجاء السبب الرئيسي لتراجع استهلاك تلك النوعية من الأطعمة، والتي تندرج جميعها تحت فئة البروتينات، بسبب ارتفاع أسعارها. في المقابل ارتفع استهلاك المكرونة عند 14% من الأسر و21% من الأسر المشاركة في الاستبيان زاد استهلاكهم من البطاطس.
بحسب الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، فإن أسعار مجموعة الحبوب والخبز بنسبة 6.5%، مجموعة اللحوم والدواجن بنسبة 5.0%، مجموعة الأسماك والمأكولات البحرية بنسبة 4.9%، مجموعة الألبان والجبن والبيض بنسبة 2.5%، مجموعة الفاكهة بنسبة 6.2%، مجموعة الخضروات بنسبة 14.0%.
محاولات لتقليل الإنفاق على الطعام
في مجموعتها، على موقع التواصل الاجتماعي الفيسبوك، “وفري ودبري من غير ما تقصري” تُشارك مروة طاهر نصائحها للتوفير ومحاولة الحفاظ على “مصروف البيت”.
تقول مروة في حديثها لـ سوشيال برس، إنها بدأت مجموعتها قبل 3 أعوام، تحاول من خلالها مساعدة السيدات على “التحويش من المصروف”، لكن بعد الأزمة الاقتصادية بدأت مروة في تغير هدف الجروب من توفير مال إلى الاقتصاد في المصروفات.
بدأت السيدات على المجموعة المشاركة في اقتراحات للاقتصاد في المصروفات، كما تُقدم مروة نصائحها لهن، وتوضح يمكن تدبير المنزل خلال تلك الأزمة من خلال التخلي عن بعد السلع مرتفعة الثمن، تؤكد أنه لا يمكن منع اللحوم والفراخ بشكل نهائي، لكن سنقلل من الاستهلاك ونقلل من كمياتهم في الوجبة الواحدة.
تُضيف يمكن أيضًا اللجوء لبدائل للحوم والفراخ، كالعدس والبقوليات والتونة. كما تنصح بصناعة الطعام في المنزل بدلًا من الدليفري وشراء الطعام من الخارج.
وعن العزومات، تقول مروة أنه بدل من شراء الحلوى عند الزيارة والعزومات، فيمكن صناعتها في المنزل وتوفير المال، إذ أنه تقريبًا تُكلف الصناعة في المنزل نصف ثمن الشراء من الخارج.
لا تقتصد مروة فقط في الطعام والغذاء، بل قللت من الرفاهيات كالخروج، وأصبحت تصطحب معها المياه والطعام في حال احتاج أطفال لذلك.
تُطبق إسراء نصائح مروة، إذ توقفت عن شراء الحلوى من الخارج واستبدلتها الفواكه، لكن ما زال حجم الإنفاق على الطعام يرتفع رغم محاولات تدبيرها.
ورغم حصول إسراء على سلع تموينية، إلا أن تلك السلع تأثرت بارتفاع الأسعار، فبدل ما كان لها حرية الاختيار فيما تختار وبالكميات المناسبة لها، أصبح الآن لا يمكنها الحصول إلا على سلع محددة وبعدد أفراد الأسرة المحدد في البطاقة.
أما مروة فطبقت النصائح التي تُشاركها في مجموعتها، وترى أنها نجحت في تدبير الأمر بنسبة 80%.