الصلاة تعطي القوة والحكمة لمواجهة التحديات
ألقى قداسة البابا تواضروس الثاني اليوم المحاضرة الأولى خلال مؤتمر الكهنة ورعاة مجلس الكنائس المصري، تناول فيها موضوع الحب باعتباره أعظم فضيلة تقود الإنسان إلى السماء.
وشدد قداسته على أن الحب هو الشيء الوحيد الذي نأخذه معنا في الحياة الأبدية، وأن هذه الحقيقة، رغم بساطتها، تغيب عن أذهان الكثيرين في هذا العالم المعقد. واستند البابا تواضروس في حديثه إلى تجارب القديس بولس الرسول في رسالته الثانية إلى تيموثاوس، مشيرًا إلى أن كل واحد منا هو “تيموثاوس” حاملًا وصايا سامية لحياته الروحية وخدمته.
وقدم قداسة البابا إشارات أساسية لضمان العلاقة القوية. وفعالة بين الراعي والقطيع، أولها “التكرار”، حيث أكد على ضرورة غرس كلمة الله في قلوب الناس وسط مغريات العالم التي تشغل أفكارهم ومشاعرهم.
وأوضح قداسته أن العالم يسعى إلى إبعاد الإنسان عن مشاعر السماء، مؤكدًا على أهمية غرس كلمة الله في القلب.
ومن العلامات التي تحدث عنها قداسة البابا هي “الخلوة”، حيث دعا كل راعي إلى أن يكون له وقته الخاص قبل القيام بأي نشاط خارجي. وشدد على أهمية تخصيص وقت للتأمل الشخصي، قائلا: “انتبه لنفسك حتى تتبع نهجا دقيقا”.
كما أشار قداسته إلى أهمية الاهتمام والتأني قبل ارتكاب الأخطاء، مشبّهًا الراعي بالنخلة التي تنتج ثمارها دون أن تتأثر بالعوامل الخارجية، وشدد على ضرورة الوعي الروحي المستمر، فالخطيئة دائمًا يسبقها الغفلة. .
ومن الجوانب الأساسية التي تناولها قداسته أهمية النقص، حيث أكد على ضرورة قيام الراعي بزيارة أبنائه بانتظام، ليس من أجل الإرشاد فحسب، بل من أجل إظهار المحبة أيضًا. والرعاية. الافتقاد يعزز العلاقة الشخصية بين الراعي والقطيع ويعكس اهتمام الراعي بكل فرد في الكنيسة.
كما أكد قداسة البابا على أهمية الصلاة كركن أساسي في حياة الراعي، مشددًا على أن الصلاة ليست مجرد واجب، بل هي علاقة شخصية مستمرة بين الراعي والله. . الصلاة تعطي القوة والحكمة لمواجهة التحديات وتبقي الراعي متصلاً بروح الفرح والسلام الداخلي.
كما تحدث قداسة البابا عن أهمية تحمل المشقات في الخدمة، مشيرًا إلى أن الخدمة ليست راحة بل جهد وعطاء. واستشهد بقول القديس بولس: “من أجلك مت اليوم كله”، مؤكدا أن تحمل الضيقات هو جزء أساسي من رسالة الراعي الروحية.
وتابع قداسة البابا قائلا: “الخدمة ليست بالنتائج، بل بالعطاء”. ودعا الرعاة إلى ضرورة العمل بروح المرسلين، والتركيز على زرع الفرح في قلوب القطيع دون الاهتمام بالنتائج الآنية. وشدد على أهمية القيام بالزيارات والصلاة والوعظ بروح الفرح والتشجيع والمحبة.
وفي ختام كلمته أكد قداسة البابا تواضروس على ضرورة إتمام الخدمة على أكمل وجه وشمولية، مشبها العلاقة بين الراعي والقطيع بعلاقة الأب بأبنائه التي تقوم على الإرشاد مع الحب الخالص. . الرعاية الروحية والتوجيه المستمر.
وأشار قداسته أيضًا إلى جوانب أخرى ذات أهمية كبيرة في خدمة القس، مثل الاهتمام بالمجموعات المختلفة داخل الكنيسة، وتعزيز التعليم الروحي، وتنمية روح التواصل داخل أسرة الكنيسة.
للمزيد : تابع خليجيون 24 ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر