في ذكرى سقوط بشار الأسد | تسريبات جديدة تعيد لونة الشبل إلى الواجهة.. فمن هي المستشارة البارزة؟

مع اقتراب الذكرى الأولى لسقوط الرئيس السوري السابق بشار الأسد، عادت قضية وفاة مستشارته الخاصة لونة الشبل إلى دائرة الاهتمام، بعد انتشار تسجيلات مصوّرة جديدة توثّق حوارات جمعتها بالأسد خلال جولة ميدانية في الغوطة.
وتُظهر المقاطع المسربة الأسد وهو يدلي بتعليقات حادة، بينها توجيه سباب مباشرا للغوطة قائلاً: “يلعن أبو الغوطة”، أثناء حديث الشبل عن مشهد سابق في المنطقة. وفي مقطع آخر، يقر الأسد بأنه لا يشعر بأي شيء تجاه صوره المنتشرة في الشوارع قائلاً: “لا بشوفها بعيني ولا بعقلي”، ردًا على سؤال من الشبل حول إحساسه تجاه حضوره الرمزي في الأماكن العامة.
كما برز مقطع ثالث يسخر فيه الطرفان من الشرطة السورية ووزير الداخلية، إذ قال الأسد: “لا أشعر بالخجل فقط بل بالقرف”.
وفي تعليق على المقاطع، قال الأكاديمي والباحث السياسي أحمد جاسم الحسين خلال تصريحات تليفزيونية لقناة العربية، إن الأسد بدا في التسجيلات مرتاحًا في الحديث مع الشبل، مدركًا وجود الكاميرا، بل ويضحك خلال الحوار، وهو ما يعكس طبيعة العلاقة المميزة التي جمعتهما داخل الدائرة الضيقة للسلطة.
وأشار إلى أن الشبل، التي عُرفت بذكائها السياسي، تعاملت مع الأسد بأسلوب هادئ ومباشر، أقرب إلى تعامل الراشد مع “طفل مدلل”، مستخدمة أسئلة تهدف لاحتواء انفعالاته وتعزيز شعوره بالسيطرة، في إطار محاولة للحفاظ على نفوذها داخل النظام.
ومع تصاعد صراع الأجنحة داخل السلطة، بدأت روايات تتحدّث عن أن الشبل قُتلت بأوامر مباشرة من الأسد، بعد دخولها في مواجهة غير مباشرة مع دوائر النفوذ التي تدير الأموال الضخمة المرتبطة بالفرقة الرابعة والحرس الخاص، في وقت كان النظام يشهد انهيارًا متسارعًا.
من هي لونة الشبل؟
وُلدت لونة الشبل في السويداء عام 1975، وبدأت مسيرتها في التلفزيون السوري قبل انتقالها إلى قناة الجزيرة حتى عام 2010. وبعد انسحابها من القناة، تحولت إلى أحد أبرز الوجوه الإعلامية والسياسية للنظام السوري، وشاركت في وفد النظام خلال مؤتمر جنيف2 عام 2014.
وفي نوفمبر 2020، أصدر الأسد قرارًا بتعيينها مستشارة خاصة في رئاسة الجمهورية، ما عزّز مكانتها داخل الدائرة المؤثرة للنظام، وفق ما نقلته العربية.
اتهامات قبل الوفاة
وفي عام 2024، طالت الاتهامات شقيقها ملهم الشبل، وهو عميد في الجيش السوري، بشأن تسريب معلومات حساسة تخص مجموعات موالية لإيران، ووُضع تحت الإقامة الجبرية، ما أثار تساؤلات حول خلفيات سياسية للحادث.
كما تداولت تقارير اتهامات ضد لونة الشبل نفسها بتسريب محاضر اجتماعات سرية بين ضباط سوريين وإيرانيين، بالتزامن مع إجراءات إقصاء تدريجية تعرضت لها قبل أشهر قليلة من وفاتها.
حادث يوليو 2024
وفي يوليو 2024، أعلنت وكالة سانا أن الشبل تعرضت لحادث سير تسبب في انحراف سيارتها وإصابتها بجروح بالغة، بينها نزيف في الرأس، قبل نقلها إلى العناية المركزة حيث توفيت لاحقًا.
غير أن رواية الحادث لم تُقنع كثيرين، بعد تداول معطيات تشير إلى وجود صدمات متكررة في السيارة بطريقة توحي بتعمد الاصطدام وليس بوقوع حادث عرضي.






