تشكل الفيضانات الجليدية المتكررة في منطقة جونو بألاسكا تهديدًا متزايدًا لسكان المجتمعات المحلية، خاصة مع استمرار ذوبان الأنهار الجليدية بسبب ارتفاع درجات الحرارة العالمية. في العديد من السلاسل الجبلية حول العالم، مثل جبال الألب وجبال البرانس في أوروبا، فقدت الأنهار الجليدية نحو 40% من حجمها بين عامي 2000 و2023، مما يهدد مصادر المياه العذبة التي يعتمد عليها ما يقرب من ملياري شخص.
وفي جونو، تتدفق مياه الذوبان من نهر مندنهال الجليدي كل صيف إلى بحيرات جبلية ونهر مندنهال، حيث شكل ذوبان الجليد منخفضًا كبيرًا وعميقًا كان في السابق مغطى بالجليد. خلال صيفي 2023 و2024، امتلأ هذا الحوض بالمياه الذائبة، مما أدى إلى فيضانات غمرت بعض الأحياء على طول مجرى النهر. وفي أغسطس 2025، شهد الحوض ارتفاعًا قياسيًا في مستويات المياه، مما دفع السلطات إلى إصدار تحذيرات وإخلاء بعض المناطق تحسبًا لزيادة الفيضانات.
نجحت الحواجز الطارئة التي تم إنشاؤها في الحد من الأضرار، إلا أن التهديد لا يزال قائمًا، خاصة مع كون العديد من البحيرات المتشكلة حديثًا مثبتة بسدود جليدية أو ركام صخري هش يمكن أن ينهار فجأة، مما يؤدي إلى فيضانات مدمرة تحمل معها كميات ضخمة من المياه والحطام تجتاح الأودية والقرى المجاورة.
هذه الظاهرة تبرز المخاطر المتزايدة لتغير المناخ وتأثيره على المجتمعات الجبلية، مع ضرورة استمرار المراقبة واتخاذ إجراءات وقائية لتفادي الكوارث المحتملة في المستقبل.
