يقول الشيخ محمد عبد العزيز، ممثل مشيخة الطرق الصوفية بأسوان، إن مظاهر الاحتفال بالمولد النبوي لم تتغير كثيراً في أسوان على مر العصور، بل حافظت الأسر والبيوت الأسوانية على هذه العادات، التي تتخذ من موقع الاحتفالات في خيام الطرق الصوفية مكاناً لها أو التي تمتد إلى أسبوع كامل لسماع حفلات الإنشاد الديني والذكرى والأدعية الدينية في ذكرى مولد الحبيب المصطفى، وتقدم هذه الخيام أجود أنواع الطعام والشراب لزوار وضيوف المحافظة، فهي عادة قديمة يتوارثها الأبناء، ويحرص البعض على إعداد وتجهيز مظلات لبيع الحلوى المحلية التي يصنعها متخصصون بداية من ظهور هلال شهر ربيع الأول، وكانت غالبية هذه المظلات مملوكة لوجهاء يحرصون في الليلة الختامية، ليلة الثاني عشر من ربيع الأول، على تقديم ما تبقى منها للعائلة والأحباب. وتابع الشيخ خالد أحمد، أحد كبار مشايخ الطريقة الميرغنية بأسوان، قائلاً: إن أكثر من 36 طريقة صوفية بأسوان تحرص كل عام على تخصيص مكان ثابت لها في موقع الاحتفال السنوي المخصص للطرق الصوفية بأرض المعارض بمدينة أسوان، لاستقبال المحتفلين بالمولد النبوي، حيث تقدم لهم أشهى أنواع الأطعمة والمشروبات رجاء الأجر والثواب، كما يتم تنظيم ما يسمى بـ«الدورة الصوفية»، التي تجوب الشوارع وتبدأ بعد صلاة العصر ليلة الحادي عشر من ربيع الأول، بتجمع أبناء الطرق الصوفية في موكب صوفي، كان ينطلق قديماً من أمام منزل شيخ الطرق الصوفية المرحوم الحاج أمين سعد الدين بشارع أبطال التحرير، ماراً بشوارع المدينة حتى نهايتها بمنطقة الخيمة الصوفية بأرض المعارض. وتحدد مسار الدورة الصوفية هذا العام، ليمر من أمام مقام القطب الصوفي الشيخ العناني بمنطقة الحدادين وسط أسوان، مروراً بمناطق وسط المدينة حتى نهايتها بمنطقة أرض المعارض، وسط زغاريد وفرح آلاف الأسر، خاصة الأطفال والنساء، فيما تتجه كل طريقة صوفية فور وصولها إلى خيمتها الخاصة إلى خيمتها الخاصة لاستقبال المهنئين والمحتفلين، لإقامة حفلات الإنشاد والذكر الديني بحضور نخبة من كبار المنشدين، أشهرهم الشيخ ياسين التهامي والشيخ أمين الدشناوي وآخرين. وأضاف أن “الدورة الصوفية” عادت إلى الساحة من جديد بعد انقطاع دام 6 سنوات، في السابق كان يشارك فيها ممثلون عن كل طبقات الشعب، عمال وحرفيين ورجال شرطة وفرسان وفرق موسيقية وطلاب مدارس وطرق صوفية، لكن مع تغير الزمن أصبحت مقتصرة على أبناء الطرق الصوفية فقط.
ومن العادات الجديدة التي يحرص عليها أهالي أسوان أثناء الاحتفال بالمولد النبوي زيارة قبور موتاهم، وخاصة في المقابر الفاطمية الشهيرة ومقابر أسوان القديمة أمام المعهد العالي للخدمة الاجتماعية، كما يحرص أبناء الطرق الصوفية على التواجد بالقرب من أضرحة ومقابر الأولياء، وخاصة مقام السيدة زينب وإبراهيم الدسوقي والسيد البدوي، الواقعة في محيط المقابر الفاطمية، حيث يجد أبناء الطرق الصوفية من وجهة نظرهم هذه الأيام فرصة للطاعة والتقرب إلى الله وفق منهجهم الصوفي في الاحتفال، والذي يعود إلى ظهور التصوف في مصر في بداية الحكم الفاطمي.
للمزيد : تابعنا هنا ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر .
مصدر المعلومات والصور: socialpress