google.com, pub-6069403238080384, DIRECT, f08c47fec0942fa0
عربى ودولى

واشنطن بوست: الصراعات فى الشرق الأوسط أرهقت نظام الأمم المتحدة

القاهرة: «سوشيال بريس»

علقت صحيفة واشنطن بوست على الاجتماعات الجارية في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، قائلة إن الخلفية التي اجتمع عليها زعماء العالم هذا الأسبوع في الأمم المتحدة لا يمكن أن تكون أكثر قتامة. فالحروب، والمخاوف المتزايدة بشأن حالة الديمقراطية، والانقسامات الجيوسياسية العميقة تهز المشهد العالمي.

مرة أخرى، سيُطلب من كبار الشخصيات على منصة الجمعية العامة للأمم المتحدة أن يتحدثوا عن فضائل التعاون، لكن المؤسسة الموقرة نفسها تكافح بسبب عجزها عن التعامل مع موجة متصاعدة من التحديات.

لقد كان مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، الذي يهيمن عليه المنتصرون في الحرب العالمية الثانية، محل سخرية منذ فترة طويلة باعتباره كياناً من الماضي، ولكن الحروب الجارية في أوكرانيا وغزة لم تؤكد إلا على عدم فعالية أهم هيئة لصنع القرار في العالم. لقد ثبت أن اتخاذ إجراءات جماعية صارمة لكبح جماح حرب روسيا على جارتها أمر مستحيل في ظل وجود الكرملين في المجلس، في حين عملت الولايات المتحدة على حماية إسرائيل من الضغوط الدولية لعدة أشهر، الأمر الذي أحبط الجهود الرامية إلى فرض وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس مع ارتفاع حصيلة القتلى وتهديد معركة إسرائيل مع حزب الله في لبنان بالامتداد إلى حرب شاملة.

وأضافت الصحيفة أن الصراعات في الشرق الأوسط طغت على منظومة الأمم المتحدة بأكملها. وتمر القضايا ضد إسرائيل والمسؤولين الإسرائيليين عبر محكمة العدل الدولية، أعلى محكمة في الأمم المتحدة، والمحكمة الجنائية الدولية المدعومة من الأمم المتحدة.

لقد أثبتت التحقيقات أنها مثيرة للانقسام، حيث أشادت بها بعض الحكومات باعتبارها ضرورة لتطبيق القانون الدولي، في حين وصفها المسؤولون الأمريكيون والإسرائيليون بأنها مليئة بالتحيز. إن وكالة الأمم المتحدة الرئيسية لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين، المعروفة باسم الأونروا، تقع في مرمى نيران إسرائيل، وهي مثقلة بمزاعم مفادها أن جزءًا صغيرًا من موظفيها في غزة مرتبطون بنشاط حماس. وقد أدى الجدل إلى خفض التمويل في وقت أصبحت فيه الأونروا أهم مزود للمساعدات الإنسانية وغيرها من أشكال الدعم للفلسطينيين.

وبعيدًا عن الصراعات التي تصدرت عناوين الصحف، فشل المجتمع الدولي، ممثلاً في الأمم المتحدة، في وقف الحرب الأهلية الكارثية في السودان، والتي من المرجح أن تؤدي إلى واحدة من أسوأ المجاعات في السنوات الأخيرة، أو التفكك المستمر لميانمار تحت الحكم العسكري. (حددت منظمة أوكسفام الدولية، وهي منظمة إنسانية، ما يقرب من عشرين صراعًا لا يزال مستعرًا، ويرجع ذلك جزئيًا إلى الجمود الذي أصاب الأمم المتحدة). كما فشل في حل أزمات الديون المتصاعدة التي ابتليت بها بلدان في العالم النامي بعد الوباء. كما أشرف على نزوح عدد قياسي من الناس في مجتمعات مزقتها الصراعات أو دمرتها تغيرات المناخ.

ونقلت الصحيفة عن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش قوله في مقابلة أجريت معه مؤخرا: “الحقيقة هي أن مجلس الأمن فشل بشكل منهجي في قدرته على وضع حد للصراعات الأكثر دراماتيكية التي نواجهها اليوم: السودان وغزة وأوكرانيا”، مضيفا أن المجلس، المثقل بالتنافسات المتجددة بين القوى الكبرى، يشكل “عائقا شديدا” أمام عمل مختلف وكالات الأمم المتحدة في الميدان.

وقال غوتيريش في بيان: “لا نحتاج إلى كرة بلورية لنرى أن تحديات القرن الحادي والعشرين تتطلب آليات أكثر فعالية وتماسكًا وشمولاً لحل المشكلات”. وأضاف: “يجب تعديل وتحديث اختلالات القوة الخطيرة في المؤسسات العالمية، ويجب أن تستفيد مؤسساتنا من خبرة وتمثيل البشرية جمعاء”.

ويرى المحللون أن هناك بصيصاً من الأمل، كما تقول الصحيفة. وعلى الرغم من الإحباطات إزاء فعالية الأمم المتحدة، كتب ستيوارت باتريك ومينه ثو فام من مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي:

وأشارت الصحيفة الأميركية إلى أن المنافسة بين القوى العظمى تحدد بشكل متزايد الروح السائدة في مجلس الأمن. وأوضح ريتشارد جويان، مدير مكتب الأمم المتحدة في مجموعة الأزمات الدولية، في ورقة بحثية في وقت سابق من هذا العام كيف يمكن أن يؤدي هذا إلى عواقب وخيمة.

واختتمت مقالها بالقول إن الرئيس الأمريكي جو بايدن، في ظهوره الأخير كرئيس دولة في الجمعية العامة، سيتحدث بكل تأكيد عن الأهمية المركزية لتعزيز المؤسسات المتعددة الأطراف، ودعم القواعد والأعراف الدولية، وتعزيز الشراكات مع الحلفاء. لكنه سيواجه تشككا متزايدا من المسؤولين الذين يرون الولايات المتحدة كدولة لا تفي بوعودها، ولا سيما من خلال سلوكها أثناء الحملة الإسرائيلية على غزة.

للمزيد : تابعنا هنا ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر .

مصدر المعلومات والصور: socialpress

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى