
لا يزال الجدل مستمرًا بين المواطنين عقب ما شهدته احتفالات مولد السيد البدوي في مدينة طنطا من مخالفات دينية، مثل السجود أمام القبر والاختلاط والرقص، وهي أفعال أكدت دار الإفتاء المصرية حرمتها ووصفتها بأنها منكرة لا تمتّ إلى الدين بصلة.
وفي خضم هذا الجدل، أعادت فتاوى دار الإفتاء التذكير بمكانة السيد البدوي وفضله، ردًا على سؤال ورد إليها حول حقيقة ما يُقال بأنه لم يكن من الأولياء وإنما كان مجذوبًا.
من هو السيد البدوي؟
أجاب عن هذا السؤال الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية السابق، في فتوى منشورة بموقع دار الإفتاء عام 2021، موضحًا أن: “سيدي أحمد البدوي هو السيد الشريف الحسيب النسيب، فرع الشجرة النبوية، وسليل البضعة المصطفوية، أبو العباس شهاب الدين أحمد البدوي الحسيني رضي الله عنه وأرضاه، المولود في فاس بالمغرب عام 596هـ، والمتوفى في طنطا بمصر عام 675هـ”.
وأضاف أن السيد البدوي اتصف بالصفات القويمة، وتلقب بالألقاب الكريمة مثل شيخ العرب وأبي الفتيان والملثم والسطوحي، وهو من كبار أولياء الله الذين تربّعوا على عرش الولاية الربانية والوراثة المحمدية، ومن أشهر أقطاب التصوف، وتنسب إليه الطريقة الأحمدية البدوية.
مكانة السيد البدوي بين العلماء والصالحين
وتابع مفتي الجمهورية السابق موضحًا أن السيد البدوي رضي الله عنه “من الأولياء الذين كتب الله لهم القبول في الأرض عند العامة والخاصة، واتفق على إمامته العلماء والفقهاء والحفاظ في كل العصور، ولم يختلف أحد في فضله وشرفه”، مشيرًا إلى أن سيرته العطرة وخصاله الرفيعة كانت محل إجماع من العلماء والمؤرخين.
ومن بركاته – كما أوضح علام – أن وجوده في طنطا منذ عام 634هـ كان سببًا في ازدهارها عمرانًا وعلمًا، إذ تحولت إلى مركز علمي وديني بارز، وارتبط اسم جامعها الأحمدي بالعلم والقرآن، حتى قال علماء مصر:
أثر السيد البدوي في العلم والدين
وأكد علام أن السيد البدوي كان سببًا في نشأة حركة علمية كبيرة في طنطا، وأن الجامع الأحمدي صار شقيقًا للأزهر الشريف في نشر علوم الدين والقرآن، وتخرج فيه كبار العلماء والقراء. كما انتشر التبرك باسمه بين العلماء والفقهاء، فسمى كثير منهم أبناءهم باسمه تيمنًا به، مثل العلامة أحمد البدوي الشنقيطي والشيخ محمد الأحمدي الظواهري، شيخ الأزهر الأسبق.
واختتم الدكتور شوقي علام فتواه بقوله إن كل ما ورد من محبة الناس للسيد البدوي وانتشار سيرته الطيبة بين العامة والخاصة هو من علامات القبول الإلهي، مستشهدًا بقوله تعالى:
﴿إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا﴾ [مريم: 96].
وأوضح أن هذا القبول والود من دلائل رضا الله عن أوليائه وأهل طاعته، مضيفًا أن ما ذُكر كافٍ في الرد على من يشكك في ولاية السيد أحمد البدوي ومكانته الرفيعة بين أولياء الله الصالحين.