من يتحكم في بياناتك؟ هجمات الفضاء السيبراني تكشف ضعف المنظمات

وأوضح تقرير المنتدى الاقتصادي العالمي “آفاق الأمن السيبراني العالمي 2025” أن التحديات المتزايدة في الفضاء السيبراني تهدد قدرة المنظمات على تأمين أنظمتها وبياناتها. وتؤدي هذه التحديات إلى اتساع الفجوة بين الاقتصادات المتقدمة والناشئة، وزيادة التفاوت بين المنظمات الكبيرة والصغيرة في قدرتها على مواجهة المخاطر. .

ويعد التطور السريع للتكنولوجيا أحد العوامل الرئيسية التي تساهم في هذه التحديات، ومع تسارع الابتكارات التكنولوجية مثل الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء، تزداد الفرص التي توفرها هذه التقنيات ولكن تزداد أيضًا المخاطر المرتبطة بها.

تفتح هذه التقنيات أبوابًا جديدة أمام الهجمات السيبرانية المعقدة، مما يجعل من الصعب على المؤسسات مواكبة هذه التطورات وحماية نفسها.

بالإضافة إلى ذلك، تلعب الاضطرابات الجيوسياسية دورًا رئيسيًا في تعقيد الوضع. تؤثر النزاعات السياسية والاقتصادية بين الدول بشكل مباشر على الأمن السيبراني، مما يزيد من صعوبة التنبؤ بالمخاطر وتحديدها. وتجعل هذه الاضطرابات الفضاء الإلكتروني أكثر عرضة للهجمات التي توجهها الدول أو الجماعات ذات الدوافع السياسية.

ومن ناحية أخرى، يشكل تطور التهديدات السيبرانية تحديا مستمرا. أصبحت الجرائم الإلكترونية أكثر تطوراً، حيث يواصل المهاجمون استخدام التقنيات المتقدمة لتجاوز الأنظمة الأمنية، مما يجعل من الصعب على المؤسسات حماية نفسها من هذه الهجمات المتطورة. وهذا يعكس الحاجة الملحة لتطوير حلول أمنية مبتكرة ومرنة. لمواكبة هذه التهديدات.

وأظهر التقرير أيضًا أن 54% من المؤسسات الكبيرة حددت التبعية في سلاسل التوريد باعتبارها أكبر عائق أمام تحقيق الأمن السيبراني. كما أشارت إلى أن 45% من قادة الأمن السيبراني يشعرون بالقلق إزاء تأثير الهجمات على العمليات التجارية. ويشير ذلك إلى أن المؤسسات الكبيرة تواجه صعوبة في تأمين أنظمتها في ظل هذه التعقيدات المتزايدة في الفضاء الإلكتروني.

وفيما يتعلق بالذكاء الاصطناعي، أشار التقرير إلى أن 66% من المؤسسات تتوقع أن يكون للذكاء الاصطناعي تأثير كبير على الأمن السيبراني بحلول عام 2025، إلا أن 37% فقط من هذه المنظمات تعتمد إجراءات لتقييم أمن أدوات الذكاء الاصطناعي قبل استخدامها. وهذا يعكس الحاجة إلى تطوير استراتيجيات أمنية شاملة للتعامل مع تقنيات الذكاء الاصطناعي بشكل آمن وفعال.

ويأتي ذلك في الوقت الذي تتطلب فيه التحديات المتزايدة في الفضاء الإلكتروني استجابة منسقة بين القطاعين العام والخاص، ومع تزايد التحديات، يصبح من الضروري للمؤسسات اعتماد استراتيجيات مرنة وفعالة للتعامل مع التهديدات المتطورة بشكل آمن.