خلال الساعات الماضية، تصدرت عبارة “من هم البكتاشيون؟” محركات البحث المختلفة، بعد إعلان ألبانيا عن خطتها لإطلاق دولة مستقلة للطائفة الصوفية البكتاشية. هذه الدولة المرتقبة ستصبح أصغر دولة في العالم، بحجم أصغر من الفاتيكان بنحو ربع المساحة. الهدف من هذه الخطوة، بحسب تصريحات رئيس الوزراء الألباني إيدي راما، هو تعزيز التسامح والتعايش السلمي، حيث ستتولى الطائفة البكتاشية حكم الدولة الجديدة.
تفاصيل الدولة الجديدة
وفقًا لتقارير إخبارية صادرة عن Euronews، ستغطي الدولة مساحة 10 هكتارات، وستكون لها إدارتها الخاصة، مع جوازات سفر وحدود مستقلة. قوانين الدولة الجديدة ستتيح حرية اللباس واستهلاك الكحول، دون فرض أي قيود صارمة على أسلوب الحياة. الهدف من هذه السياسات هو تقديم نموذج متسامح من الإسلام، يعكس التنوع والاعتدال الذي يفخر به الشعب الألباني.
من هي الطائفة البكتاشية؟
البكتاشية هي طائفة صوفية تشكل نحو 10% من المجتمع المسلم في ألبانيا. نشأت هذه الطائفة في الأناضول خلال الحقبة العثمانية، وارتبطت تاريخيًا بالوحدات العسكرية الانكشارية. لكن مع مرور الزمن، تعرضت الطائفة للاضطهاد، وتم تقييد أنشطتها في بعض الدول، حتى اقتصر تواجدها الحالي على ألبانيا، كوسوفو، ومقدونيا الشمالية.
الدولة الوليدة
من المتوقع أن يحكم الدولة الجديدة الزعيم الروحي للطائفة، درويش بابا موندي. وقد أعرب موندي عن أمله في أن تنال الدولة الجديدة اعترافًا دوليًا، لا سيما من الولايات المتحدة والقوى الغربية. وبحسب تقديرات مختلفة، يبلغ عدد البكتاشيين في العالم بين 7 و20 مليون شخص، مع تواجد كثيف في تركيا يصل إلى حوالي 12.5 مليون شخص.
تاريخ البكتاشيين
رغم تمسك البكتاشيين بمبادئ التسامح والتعايش، إلا أنهم عانوا من الاضطهاد على مدار مئات السنين، سواء في دول مسيحية، إسلامية أو علمانية. ومع ذلك، استمرت الطائفة في الحفاظ على هويتها وثقافتها رغم التحديات والضغوطات التي واجهتها.
من هو بابا موندي؟
بابا موندي، الزعيم الروحي للطائفة البكتاشية، تم تكريمه من قبل منظمة “نحن نهتم بالإنسانية”، وهي منظمة غير حكومية، تقديرًا لجهوده في تعزيز السلام العالمي. في تصريحاته، أوضح موندي أن جوهر البكتاشية يكمن في الإنسانية، قائلاً: “لكي تكون بكتاشيًا، يجب أولاً أن تكون إنسانًا”. كما أكد أن الطائفة تمكنت من بناء مجتمع يقوم على قيم السلام، الحب، التعايش، والاحترام المتبادل.
