رياضة

منتخب المغرب للشباب على خطى الكبار.. إنجاز تاريخي في مونديال تشيلي

واصل منتخب المغرب للشباب كتابة التاريخ في بطولة كأس العالم للشباب تحت 20 عامًا المقامة حاليًا في تشيلي، بعدما تأهل إلى المباراة النهائية لأول مرة في تاريخه، عقب فوزه المثير على منتخب فرنسا بركلات الترجيح بنتيجة (5-4)، بعد انتهاء الوقتين الأصلي والإضافي بالتعادل الإيجابي (1-1).

أشبال الأطلس يكتبون المجد.. أول نهائي في التاريخ

بدأ منتخب المغرب للشباب اللقاء بثقة كبيرة، ونجح في افتتاح التسجيل عند الدقيقة 32، بعدما حصل على ركلة جزاء نفذها محمد زبيري، لترتد الكرة من القائم وتصطدم بالحارس الفرنسي ليساندرو أولميتا وتسكن الشباك، معلنة تقدم المغرب.

وفي الدقيقة 59، نجح المنتخب الفرنسي في إدراك التعادل عبر لوكاس ميشيل الذي استغل عرضية متقنة ليضع الكرة في المرمى، لتستمر الإثارة حتى نهاية الوقت الأصلي بالتعادل الإيجابي.

خلال الأشواط الإضافية، واصل منتخب المغرب للشباب الصمود رغم الضغط الفرنسي، قبل أن يتعرض لاعب “الديوك” رابي نازينجولا للطرد في الدقيقة 107، ليستغل “أسود الأطلس الصغار” الموقف ويحافظوا على توازنهم حتى النهاية، قبل أن يحسموا التأهل بركلات الترجيح 5-4، بعد تألق الحارس حكيم مصباحي الذي تصدى للركلة الحاسمة.

منتخب المغرب للشباب.. تألق جماعي وروح قتالية

قدم لاعبو المنتخب المغربي للشباب أداءً بطوليًا على مدار اللقاء، وتميزوا بالصلابة الدفاعية والتركيز العالي، خاصة من الحارس يانيس بن شاوش قبل خروجه للإصابة، والمهاجم عثمان معمة الذي شكل خطورة مستمرة على المرمى الفرنسي.

كما أظهر الجهاز الفني بقيادة محمد وهبي رؤية تكتيكية مميزة بالتبديلات الناجحة وإدارة المباراة تحت ضغط كبير، ما جعل الجماهير المغربية تُشيد بأداء “أشبال الأطلس” الذين يسيرون على خطى الكبار.

الطريق إلى النهائي.. رحلة مليئة بالإصرار

لم يكن طريق المنتخب المغربي مفروشًا بالورود، إذ واجه خلال البطولة منتخبات قوية، بدأها بالفوز على إسبانيا (2-0)، ثم التغلب على البرازيل (2-1)، قبل أن يخسر مباراة شكلية أمام المكسيك في ختام دور المجموعات.

وفي الأدوار الإقصائية، تفوق على كوريا الجنوبية (2-1) في ثمن النهائي، ثم أطاح بـ الولايات المتحدة (3-1) في ربع النهائي، ليكمل مسيرته التاريخية بإقصاء فرنسا في نصف النهائي.

بهذا الإنجاز، أصبح المغرب ثاني منتخب عربي يصل إلى نهائي كأس العالم للشباب بعد قطر عام 1981، ليؤكد أن كرة القدم المغربية تواصل التألق على كل المستويات.

فرنسا تودع البطولة والمغرب ينتظر الأرجنتين أو كولومبيا

بعد الفوز البطولي على فرنسا، ينتظر “أسود الأطلس” الشبان الفائز من مواجهة الأرجنتين وكولومبيا في نصف النهائي الثاني، لملاقاته في نهائي مونديال الشباب الذي يقام نهاية الأسبوع الجاري على ملعب “إلياس فيجيروا براندر”.

المنتخب الفرنسي، الذي كان أحد أبرز المرشحين للفوز باللقب، ودّع البطولة على يد خصمٍ عربي أفريقي أثبت أن المدرسة المغربية باتت تنافس بقوة على الساحة العالمية.

رد فعل الجماهير المغربية والعربية

اشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي بعد المباراة، إذ تصدّر وسم #منتخب_المغرب_للشباب قائمة الترند في المغرب وعدد من الدول العربية، وسط موجة من الفخر والدعم لأبطال المنتخب الذين اعتبرهم المتابعون جيلًا ذهبيًا جديدًا لكرة القدم المغربية.

وأشاد رواد مواقع التواصل بأداء الفريق وروحه القتالية، معتبرين أن ما تحقق يكمّل مسيرة المنتخب الأول في مونديال قطر 2022 حين وصل إلى نصف النهائي كأول فريق عربي وإفريقي يحقق هذا الإنجاز.

كرة القدم المغربية.. من الحلم إلى العالمية

يُعد وصول منتخب المغرب للشباب إلى نهائي كأس العالم خطوة جديدة في مسيرة التطور الكبير الذي تشهده الكرة المغربية خلال السنوات الأخيرة، بفضل خطة الاتحاد المغربي لكرة القدم واستثمار أكاديمية محمد السادس في إعداد المواهب.

وبينما يستعد الفريق لخوض النهائي الحاسم، يعيش الجمهور المغربي والعربي حالة من الفخر والأمل في رفع الكأس العالمية للمرة الأولى في تاريخ المنتخبات العربية والأفريقية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى