
أكدت الدكتورة نهلة الصعيدي، مستشارة شيخ الأزهر لشؤون الوافدين ورئيس مركز تطوير تعليم الطلاب الوافدين والأجانب، أن الأمم لا تنهض إلا بعقول أبنائها ووعي نسائها، مشيرة إلى أن المرأة المسلمة الواعية والشباب المستنير يمثلان معًا الركيزة الأساسية لبناء المجتمعات وحماية القيم من الانحراف والتحديات الفكرية المعاصرة.
جاء ذلك خلال زيارتها إلى جامعة ججرات في إطار جولتها الرسمية بجمهورية باكستان الإسلامية، حيث كان في استقبالها الدكتور زاهد يوسف عميد كلية الآداب، والدكتور السيد حامد فاروق بخاري رئيس قسم الدراسات الإسلامية، وعدد من أعضاء هيئة التدريس بالجامعة.
وخلال محاضرتها بعنوان «دور المرأة والشباب في مواجهة التحديات المعاصرة»، أوضحت الدكتورة نهلة الصعيدي أن المرأة في الإسلام ليست تابعة أو مهمشة، بل هي صانعة الأجيال ومربية القادة، مؤكدة أن تمكين المرأة علميًا وثقافيًا واجتماعيًا هو تمكين للأمة بأكملها، لأن صلاح المرأة أساس استقرار الأسرة ونهضة المجتمع.
وأضافت أن الشباب المسلم اليوم يقف على مفترق طرق بين تيارات فكرية وثقافية متصارعة، مشددة على أهمية أن يحمل راية الوعي المستنير القائم على العلم والبصيرة، وأن يستلهم من منهج الأزهر الشريف روح الوسطية والاعتدال التي تجمع بين الأصالة والتجديد وترفض الغلو والانغلاق والتبعية الفكرية.
وأكدت أن الأزهر الشريف، برعاية الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، يقوم بدور عالمي في حماية الفكر الإسلامي الصحيح ونشر ثقافة الحوار والتسامح بين الشعوب، مشيرة إلى أن رسالة الأزهر ستظل منارة للعلم والوعي تدعو إلى الرحمة والعدل والتعايش والسلام، وتعمل على إعداد أجيال قادرة على مواجهة التحديات بعقل مستنير وقلب مؤمن.
واختتمت كلمتها بالتأكيد على أن المرأة الواعية والشباب المسؤول هما الأمل الحقيقي في تجديد الخطاب الديني وبناء مجتمع متوازن يحافظ على هويته وينفتح على العالم بعقل راشد وفكر منضبط.