كشفت إحدى الدراسات أن الأفراد الذين يتمتعون بذكاء عاطفي أعلى وارتباط آمن قد يرسلون الرموز التعبيرية بشكل متكرر أكثر، لأن المرسلين الذين يستخدمونها يهدفون إلى تقليل عدم اليقين بشأن ما تنقله رسائلهم، وبالتالي معرفة كيفية تفسير المتلقي للاتصال.
وبحسب موقع “ديلي ميل” البريطاني، وجد الباحثون أن هذا الأمر أكثر شيوعا بين النساء اللاتي يميلن إلى التعبير عن أنفسهن على مستوى أكثر حميمية.
ومع ذلك، فإن الأشخاص الذين يعانون من مشكلات التعلق المتجنب هم أقل عرضة لمشاركة الرموز التعبيرية مع العائلة أو الأصدقاء أو الشركاء الرومانسيين.
ووجد الباحثون أن الرجال في الاستطلاع لديهم مستويات أعلى من تجنب التعلق مقارنة بالنساء، وهو ما ربطه الباحثون بإرسال عدد أقل من الرموز التعبيرية إلى شركائهم.
تكشف هذه الدراسة الأولى من نوعها، التي أجراها باحثون في جامعة إنديانا، عن أهمية الإشارات غير اللفظية التي يمكن أن تعزز في الواقع علاقات أكثر صحة وأكثر جوهرية.
كما لوحظت عينة مكونة من 320 شخصًا بالغًا – 191 امرأة و123 رجلاً – يستخدمون الرموز التعبيرية عبر الرسائل النصية والبريد الإلكتروني والأجهزة الأخرى.
طُلب منهم إكمال استبيان عبر الإنترنت دفعهم إلى مشاركة معلوماتهم الديموغرافية، وأسلوب ارتباطهم، وذكائهم العاطفي، وعدد مرات استخدامهم للرموز التعبيرية.
ووجد الباحثون أن المشاركين غالبًا ما يستخدمون الرموز التعبيرية لتقليل أي شكوك حول ما كانوا يحاولون توصيله ونقل نغمة الرسالة.
كما تم استخدامها لتوضيح الرسائل أو تخفيف الحالة المزاجية أو الكشف عن روح الدعابة لديهم لتجنب أي إحراج محتمل.
واقترحت الدراسة، التي نشرت في مجلة PLOS ONE، أن “النساء قد يكونن أكثر تعبيرا عن المشاعر، ويرغبن في نقل معنى أكثر تعقيدا، ويهدفن إلى أن يكن أكثر دقة في اتصالاتهن عبر الكمبيوتر، وخاصة مع الأصدقاء والعائلة”.
وكان هذا النوع من التواصل يقتصر على العلاقات اليومية، حيث أظهر المشاركون أنهم كانوا مترددين في إقامة هذا النوع من الاتصال الاجتماعي مع أشخاص أو شركاء عمل أكثر بعدًا.
وفقًا للدراسة، ارتبطت الرموز التعبيرية أيضًا بمزيد من التفاعلات الرومانسية والجنسية، وتم استخدامها للحفاظ على اتصال صحي بعد الذهاب في الموعد الأول.
اعتمد الباحثون على نظرية التعلق، التي تشير إلى أن تجارب الترابط بين الوالدين والطفل تتجلى في علاقات أخرى في وقت لاحق من الحياة، والتي يمكن أن تظهر من خلال التواصل الافتراضي، حيث كان أولئك الذين طوروا مستويات عالية من الارتباط القلق أو عانوا من مخاوف الهجر من بين أولئك الذين طوروا مستويات عالية مستويات الارتباط القلق أو مخاوف الهجر. من بين المشاركين الذين لم يظهروا الألفة العاطفية من خلال إرسال الرموز التعبيرية للآخرين.
وقد وجد أن المشاركين الذين أظهروا مستويات عالية من الذكاء العاطفي من خلال إرسال المزيد من الرموز التعبيرية كان لديهم مزيج من الوعي الذاتي والاجتماعي وكانوا قادرين على إدارة العلاقات والتعامل مع الصراعات بشكل أفضل.
وأظهرت الدراسة أن الأشخاص الذين يتمتعون بقدر أكبر من الذكاء العاطفي ينظرون إلى الرسائل المحملة بالرموز التعبيرية على أنها تكشف عن أنفسهم، في حين أن أولئك الذين يعانون من مشاكل التعلق المتجنب ينظرون إليهم ببساطة على أنهم أشخاص يشاركون معلومات واقعية.
وقالت الدراسة: “هذا يشير إلى أن الأفراد ذوي الذكاء العاطفي العالي هم أفضل في تفسير الإشارات العاطفية في الرموز التعبيرية”.
الطريقة التي نتفاعل بها أثناء الاتصالات الافتراضية قد تكشف شيئًا أكثر عن أنفسنا، فهي ليست مجرد وجه مبتسم أو رمز تعبيري على شكل قلب، إنها وسيلة لنقل المعنى والتواصل بشكل أكثر فعالية، وطريقة استخدامنا لها تخبرنا شيئًا عنك.
للمزيد : تابعنا هنا ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر .
مصدر المعلومات والصور: socialpress