ذكرت صحيفة فايننشال تايمز البريطانية أن الصين تستعد لحرب تجارية محتملة مع الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب لدى عودته إلى البيت الأبيض.
وقالت الصحيفة، في تقرير نشرته الخميس، إن بكين سنت قوانين شاملة منذ الولاية الأولى لترامب تسمح لها بالرد إذا تعرضت للتهديد.
ونقلت الصحيفة عن محللين قولهم إن الصين أعدت إجراءات مضادة قوية للرد على الشركات الأمريكية إذا أعاد ترامب إشعال حرب تجارية مشتعلة بالفعل بين أكبر اقتصادين في العالم.
وبحسب الصحيفة، فوجئت حكومة الرئيس الصيني شي جين بينغ بفوز ترامب في الانتخابات عام 2016، وفرضت رسوما جمركية أعلى، وضوابط أكثر صرامة على الاستثمارات، وعقوبات على الشركات الصينية.
وفي حين أن التوقعات الاقتصادية الهشة للصين جعلتها أكثر عرضة للضغوط الأمريكية منذ ذلك الحين، فقد أدخلت بكين قوانين جديدة شاملة على مدى السنوات الثماني الماضية تسمح لها بإدراج الشركات الأجنبية في القائمة السوداء، وفرض عقوباتها الخاصة، وقطع وصول الولايات المتحدة إلى سلاسل التوريد الحيوية.
وقال وانغ دونغ، المدير التنفيذي لمعهد التعاون والتفاهم العالمي بجامعة بكين، إن “الصين ستحاول بالطبع التعامل مع الرئيس ترامب بأي شكل من الأشكال، وستحاول التفاوض، لكن إذا لم يتم تحقيق أي شيء من خلال المحادثات كما حدث في عام 2019”. في عام 2018، ونحن مضطرون إلى الصدام، سندافع بحزم عن حقوق ومصالح الصين.
وأشارت الصحيفة إلى أن الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته جو بايدن أبقى على معظم الإجراءات التي اتخذها سلفه ضد الصين، لكن ترامب أشار بالفعل إلى موقف أكثر صرامة من خلال تعيين الصقور المناهضين للصين في مناصب مهمة.
وأضافت صحيفة فايننشال تايمز أن الصين لديها الآن تحت تصرفها “قانون العقوبات المناهضة للأجانب” الذي يسمح لها بمواجهة الإجراءات التي تتخذها الدول الأخرى و”قائمة الكيانات غير الموثوقة” للشركات الأجنبية التي ترى أنها تقوض مصالحها الوطنية. ويعني قانون مراقبة الصادرات الموسع أن بكين يمكنها أيضًا استخدام هيمنتها العالمية كسلاح في توريد العشرات من الموارد مثل العناصر الأرضية النادرة والليثيوم التي تعتبر ضرورية للتكنولوجيات الحديثة.
ونقلت الصحيفة عن أندرو جيلهولم، رئيس فريق المحللين الصينيين في شركة كونترول ريسكس الاستشارية، قوله إن الكثيرين قللوا من شأن الضرر الذي قد تسببه بكين للمصالح الأمريكية.
وأشار جيلهولم إلى أنه تم إطلاق “طلقات تحذيرية” في الأشهر الأخيرة، بما في ذلك العقوبات المفروضة على شركة Skydio، أكبر شركة أمريكية لتصنيع الطائرات بدون طيار وموردة للجيش الأوكراني، والتي تمنع الشركات الصينية من تزويد الشركة بالمكونات الأساسية.
كما تسابق الصين الزمن لجعل سلاسل توريد التكنولوجيا والموارد الخاصة بها أكثر مقاومة للاضطرابات الناجمة عن العقوبات الأمريكية مع توسيع التجارة مع الدول الأقل توافقا مع واشنطن.
وقالت الصحيفة إنه من وجهة نظر بكين، بينما كانت العلاقات مع الولايات المتحدة أكثر استقرارا قرب نهاية رئاسة بايدن، فإن سياسات الإدارة المنتهية ولايتها استمرت إلى حد كبير على نفس المنوال الذي كانت عليه في ولاية ترامب الأولى.
وقال وانغ تشونغ، خبير السياسة الخارجية في جامعة تشجيانغ للدراسات الدولية: “كان الجميع يتوقعون الأسوأ بالفعل، لذا لن تكون هناك أي مفاجآت”. “كان الجميع مستعدين.”
للمزيد : تابعنا هنا ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر .
مصدر المعلومات والصور: socialpress