أخبارمجتمع

شيخ الأزهر يحذر من الفرقة ويطالب بوحدة الأمة في مواجهة التحديات

حذر فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر الشريف، أحمد الطيب، من مخاطر الفرقة والاختلاف الداخلي الذي اعتبره “داءً خبيثًا” يُهدد الأمة الإسلامية، وذلك خلال لقاء جماهيري حاشد في جامعة شريف هداية الله الإسلامية الحكومية بجاكرتا، اليوم الثلاثاء.

وأكد شيخ الأزهر، في كلمته التي جاءت حول “وحدة الأمة في مواجهة التحديات”، أن الأمة الإسلامية تعاني من أعراض “تشبه أعراض الأمراض المتوطنة” وأن “الفرقة والاختلاف والتنازع الداخلي” هو “داء خبيث” كان نقطة ضعف سمح للمستعمرين بالسيطرة على بلاد المسلمين في الماضي، وهو “يتسلل منه الاستعمار الغربي من جديد في القرن الواحد والعشرين”.

وشدد فضيلته على أن “مقولة فرق تسد” التي “حفظناها صغارا يعاد توظيفها الآن تحت لافتات صراع الحضارات، والفوضى الخلاقة، والعولمة، ونهاية التاريخ، وغيرها من اللافتات التي ترفع هنا وهناك في بلاد المسلمين ليُقتلوا تحتها، أو ليقاتل بعضهم بعضا نيابة عن المستعمر الجديد”.

وتساءل الإمام الأكبر: “كيف يتصالح المسلمون فيما بينهم؟” وقال إن هذا السؤال “المؤلم تطرحه الساحة الآن بصورة قاتمة، بل شديدة القتامة”.

وانتقد فضيلته خطاب بعض الدعاة الذين “يصبح بأس شباب المسلمين بينهم شديدا”، مشيرا إلى أن “كم من مذهب في ساحة الدعوة الآن يقف من وراء تباغض شباب المسلمين وتنابذهم وتدابرهم؟”.

وتابع: “هل يعلم شبابنا عن القدس وعن المسجد الأقصى وما يعانيه، مثل ما يعلم من خلافيات الأشعرية والسلفية والصوفية؟ وهل يشغل ذهنه البحث في واقع أمته مثل ما يشغله البحث في قضايا خلافية تافهة ولى زمانها؟”.

كما حذر شيخ الأزهر من “محاولة العبث الواضح بفقه الأئمة الأربعة، وفرض فقه جديد يوجب على الناس ما لا يجب، ولا يعقل أن يجب، مثل: التنفل قبل صلاة المغرب، أو زكاة الفطر بنوع واحد من الحبوب لا يجزئ غيره”.

وأشار إلى ظاهرة “كفالة بهدم المجتمع الإسلامي والإتيان عليه من قواعده” وهي “الجرأة على التكفير والتفسيق والتبديع، وما يسوغه هذا العبث من استباحة النفوس والأعراض والأموال”.

ودعا فضيلة الإمام الأكبر في ختام كلمته أبناء الأمة إلى “الجد والعمل” مؤكدا أن “الوقت الآن وقت جد وعمل، وليس وقت خطب ومواعظ”.

مقتطفات من خطاب فضيلة الإمام الأكبر:

  • “إن داء هذه الأمة هو: الفرقة والاختلاف والتنازع الداخلي”.
  • “القرآن الكريم يحذر المسلمين ويقرع سمعهم ليل نهار بقوله تعالى: ﴿وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ﴾ [الأنفال: 46]”.
  • “هل يعلم شبابنا عن القدس وعن المسجد الأقصى وما يعانيه، مثل ما يعلم من خلافيات الأشعرية والسلفية والصوفية؟”.
  • “الفروق قد تلاشت أو كادت تتلاشى، بين الأحكام الشرعية الخمسة، وانشغلت الأسرة في المجتمع الإسلامي بقضايا جزئية لا إلزام في فعلها، وأهملت كليا قضايا محورية ذات خطر عظيم في شريعة الإسلام”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى