خبراء الصحة يحذرون من تفشى جدرى القرود بمناطق آخرى بالعالم وخاصة بين الأطفال

حذر خبراء الصحة العالميون من انتشار مرض جدري القرود إلى مزيد من البلدان حول العالم، وأصدروا إرشادات جديدة لمنع انتشار المرض بين الأطفال، حيث أظهرت البيانات الجديدة أن 50% من الحالات هي بين الأطفال.

وبحسب صحيفة ديلي ميل، أصدر مسؤولو الصحة في إنجلترا إرشادات جديدة بشأن ما يجب فعله في حالة اكتشاف حالة إصابة بجدري القرود، خاصة بعد تفشي السلالة الجديدة القاتلة من الفيروس. وتنتشر السلالة الجديدة، التي تسمى clade 1b، حاليًا في وسط إفريقيا ووصلت إلى أجزاء من أوروبا.

ويأتي تحذير المسؤولين في الوقت الذي تظهر فيه بيانات جديدة من مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها في أفريقيا أن الأطفال هم الأكثر تضررا من تفشي المرض، وخاصة بعد أن أعلنت منظمة الصحة العالمية أن جدري القرود “حالة طوارئ صحية عامة” تثير قلقا دوليا في 14 أغسطس/آب. وتظهر البيانات أن أكثر من نصف الحالات المبلغ عنها في أفريقيا منذ يناير/كانون الثاني، أو حوالي 58 في المائة، كانت بين أطفال دون سن 15 عاما.

طرق انتقال العدوى

وينصح الخبراء بضرورة معرفة الأعراض التي تظهر على الشخص المصاب بجدري القرود، والتي يجب على الفرق الصحية في المستشفيات التعرف عليها لعزل الأطفال المصابين واتخاذ الإجراءات اللازمة لمنع انتشار المرض. ويوضحون أن طرق الانتقال المحتملة تشمل التلامس الجلدي المباشر، أو ملامسة ملابس أو فراش شخص مصاب، أو من خلال السعال أو العطاس من مريض.

وتأتي المبادئ التوجيهية الجديدة في الوقت الذي أظهرت فيه بيانات المراكز الأفريقية لمكافحة الأمراض والوقاية منها أنه في جمهورية الكونغو الديمقراطية، البلد الأكثر تضررا حتى الآن، كانت 58% من الحالات بين الأطفال دون سن 15 عاما.

وبشكل عام، يواصل تفشي مرض جدري القرود في أفريقيا انتشاره بسرعة، حيث تم الإبلاغ عن ما يقرب من 25 ألف حالة بين يناير/كانون الثاني و5 سبتمبر/أيلول من هذا العام، وهو ما يمثل زيادة بنسبة 104% مقارنة بنفس الفترة في عام 2023.

تم تسجيل عدد صغير من حالات جدري القرود في المملكة المتحدة منذ عام 2022، لكن هذه الحالات تنتمي إلى سلالة كلاد 2 الأكثر اعتدالا، لكنها تحتوي الآن على السلالة التي أثارت الذعر في جميع أنحاء العالم، مضيفا أنه حتى الآن تم العثور على هذا النوع من جدري القرود بشكل رئيسي في دول غرب ووسط وشرق أفريقيا.

وفي المجمل، تم تسجيل نحو 25 ألف حالة، ولكن تم تأكيد 5500 حالة فقط من خلال الاختبارات المعملية بسبب نقص الموارد في البلدان المتضررة، كما تم تسجيل ما مجموعه 643 حالة وفاة، الغالبية العظمى (99%) منها في جمهورية الكونغو الديمقراطية.

إن السلالة الجديدة من جدري القرود أكثر فتكًا من السلالة الخفيفة التي انتشرت في أكثر من اثنتي عشرة دولة، بما في ذلك المملكة المتحدة، في عام 2022.

وتشير التقديرات إلى أن هذا الفيروس يقتل واحداً من كل عشرين شخصاً بالغاً، لكن معدل الوفيات يرتفع إلى واحد من كل عشرة بين الأطفال. وعلى سبيل المقارنة، قتلت السلالة 2 نحو واحد من كل خمسمائة شخص أصيبوا بها.

في حين أن كلا السلالات تنتشر من خلال الاتصال الجنسي، إلا أنها يمكن أن تنتشر أيضًا من خلال الاتصال المباشر، على سبيل المثال، من خلال التنظيف، أو مشاركة الملابس والفراش.

ويقول الخبراء إن معدلات الوفيات الناجمة عن سلالة 1ب من وسط أفريقيا من غير المرجح أن تتكرر في البلدان المتقدمة مثل المملكة المتحدة بسبب سهولة الوصول إلى الرعاية الصحية ذات الجودة العالية.

حذرت وكالة سلامة الصحة في المملكة المتحدة من أنها “تخطط بالفعل” لحالات الإصابة بالسلالة الجديدة في المملكة المتحدة. يتسبب جدري القرود عادة في ظهور آفات متكتلة مميزة، بالإضافة إلى الحمى والأوجاع والآلام والتعب. وفي عدد قليل من الحالات، يمكن أن ينتقل إلى الدم والرئتين، وكذلك إلى أجزاء أخرى من الجسم مثل الدماغ، مما يجعله مهددًا للحياة.