
أكد الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، أن الأصنام التي عبدت من دون الله في الجاهلية مثل اللات والعزى ومناة وأساف ونائلة ويغوث ويعوق ونسر قد كُسرت ولم يعد لها وجود يُعبد، مشيرًا إلى أن تحطيمها كان إيذانًا بانتهاء أحد صور الشرك.
وأضاف الجندي، خلال حلقة خاصة بعنوان “حوار الأجيال”، ببرنامج “لعلهم يفقهون” على قناة DMC، أن هناك صنمًا آخر لم يُكسر بعد ويُعبد حتى الآن، وهو صنم النفس، مؤكدًا أنه أخطر من الأصنام الحجرية لأنه خفي ومتجدد، ويتسلل إلى القلوب في صورة هوى وكِبر وتعظيم للذات.
وأوضح أن الهوى إذا صار الحاكم على تصرفات الإنسان وقراراته، أصبح معبودًا من دون الله، مشيرًا إلى قول الله تعالى: «أفرأيت من اتخذ إلهه هواه». وأضاف أن بعض الناس قد لا يسجدون للأصنام، لكنهم يعبدون أهواءهم ورغباتهم، مقدمين ما تهواه النفس على ما يرضي الله.
كما أشار الشيخ خالد الجندي إلى أسلوب القرآن في الآيات التي تتناول هلاك أصحاب الجنة، موضحًا أن الحذف في صياغة الفاعل لا يعني الجهل بالفاعل، بل يُركز على الأحداث نفسها لتقوى الموعظة، مشيرًا إلى أن هلاك صاحب الجنتين كان هلاكًا شاملًا بسبب كفران النعمة وليس كفران العقيدة.
وأوضح الجندي أن شرك النفس يظهر حين يرى الإنسان نفسه الفاعل الحقيقي، ويغيب عن قلبه شهود فضل الله، مؤكدًا أن الكبر قد يصل بالإنسان إلى هذا النوع من الشرك الخفي، حيث يرى ذاته ولا يرى ربه، فيكون قد أشرك بنفسه دون أن يشعر.






