google.com, pub-6069403238080384, DIRECT, f08c47fec0942fa0
أخبار

جزر المالديف أولاً، لكن الرئيس مويزو يقول “لن يضر بأمن الهند من أجل الصين”

كتب: هاني كمال الدين    

أكد رئيس المالديف محمد مويزو، خلال أول زيارة دولة رسمية له للهند، مجددا أن بلاده لن تتخذ أبدا إجراءات من شأنها تقويض أمن الهند. وتأتي زيارة مويزو وسط مخاوف في الهند بشأن علاقة المالديف المتنامية مع الصين. ومع ذلك، أكد الرئيس أنه بينما تسعى المالديف إلى تعزيز العلاقات مع الدول الأخرى، تظل الهند شريكًا حاسمًا.

وقال مويزو في مقابلة حصرية مع صحيفة The Times of India: “إن جزر المالديف لن تفعل أبدًا أي شيء يقوض أمن الهند. الهند شريك وصديق مهم لجزر المالديف، وعلاقتنا مبنية على الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة”.

وتمثل هذه الزيارة الزيارة الثانية التي يقوم بها مويزو إلى الهند، بعد مشاركته في حفل أداء اليمين لرئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي في يونيو من هذا العام.

توترت العلاقات بين جزر المالديف والهند بسبب قرار الحكومة السابقة بطرد أفراد الجيش الهندي والتصريحات المثيرة للجدل لوزراء جزر المالديف بشأن مودي. وتهدف زيارة مويزو الأخيرة إلى رأب الصدع الدبلوماسي وتعزيز الشراكة الثنائية.

الالتزام بالأمن الإقليمي

وفي اجتماعه مع رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، أكد الرئيس مويزو التزام جزر المالديف بالحفاظ على الاستقرار والأمن الإقليميين، وخاصة في المحيط الهندي. وقال لـ TOI: “بينما نعزز تعاوننا مع الدول الأخرى في مختلف القطاعات، فإننا نظل ملتزمين بضمان ألا تؤدي أفعالنا إلى تعريض أمن واستقرار منطقتنا للخطر”.

وأكد مويزو أن التعاون الدفاعي مع الهند سيكون دائمًا أولوية، خاصة في ضوء البيئة الأمنية العالمية الحالية. وأضاف أن “جزر المالديف والهند لديها الآن فهم أفضل لأولويات واهتمامات كل منهما”. وتأتي تصريحات مويزو في وقت يهيمن فيه النفوذ الصيني المتزايد على الجغرافيا السياسية الإقليمية في منطقة المحيطين الهندي والهادئ. وعلى الرغم من حملته السابقة “الهند إلى الخارج”، والتي ساهمت في فوزه بالانتخابات، يؤكد مويزو الآن على أن سياسات حكومته تتمحور حول الأولويات الوطنية والاستقرار الإقليمي. وقال مويزو “ما فعلته هو ما طلبه مني شعب المالديف. التغييرات الأخيرة تعكس جهودنا لمعالجة الأولويات المحلية. وتهدف مراجعتنا للاتفاقيات السابقة إلى ضمان توافقها مع مصالحنا الوطنية والمساهمة بشكل إيجابي في الاستقرار الإقليمي”. في إشارة إلى قرار إخراج القوات الهندية المتمركزة في المالديف.

تعزيز العلاقات الاقتصادية مع الهند

ومن النقاط المحورية الأخرى لزيارة مويزو تعزيز التعاون الاقتصادي والتنموي بين المالديف والهند. وتعد الهند واحدة من أكبر شركاء المالديف في التجارة والتنمية، وأعرب الرئيس عن تفاؤله بأن زيارته ستؤدي إلى مزيد من التعاون في هذه المجالات.

وقال مويزو “إن الهند لا تزال واحدة من أكبر شركائنا التجاريين والتنمية. وأنا واثق من أن هذه الرحلة ستكون ناجحة للغاية”.

أحد المشاريع الرئيسية التي تمت مناقشتها خلال زيارته هو مشروع التواصل الأكبر بين الذكور، وهو مبادرة مهمة للبنية التحتية تهدف إلى تحسين الاتصال بين الجزر. واعترف مويزو بالتقدم المحرز في هذا المشروع وغيره من المشاريع الحيوية، مثل مرافق المياه والصرف الصحي لـ 28 جزيرة في الأرخبيل. كما أشاد بإعادة هيكلة الهند لترتيبات خط الائتمان، مما سهل تنفيذ المشروع بشكل أكثر سلاسة.

وقال مويزو: “نحن سعداء بالتقدم المحرز في العديد من المشاريع والمبادرات الرئيسية التي تم الإعلان عنها خلال زيارة وزير الشؤون الخارجية جايشانكار. فهذه المشاريع حيوية لتعزيز اقتصادنا المحلي والمساهمة في ازدهار جزر المالديف”.

دور الصين في المنطقة

أثار الوجود المتزايد للصين في جزر المالديف مخاوف في الهند، خاصة فيما يتعلق بالتأثيرات المحتملة على الأمن الإقليمي. ومع ذلك، أوضح مويزو أن علاقة حكومته مع الصين لن تأتي على حساب علاقاتها الطويلة الأمد مع الهند.

وقال مويزو ردا على أسئلة حول توسيع العلاقات مع الصين: “نحن واثقون من أن ارتباطاتنا مع الدول الأخرى لن تقوض المصالح الأمنية للهند”.

وفي عام 2017، وقعت المالديف اتفاقية تجارة حرة مع الصين، ومن المقرر أن يتم تنفيذها قريبًا. وأثار هذا التطور مخاوف بشأن السيادة الاقتصادية لجزر المالديف، خاصة في ظل الخلل التجاري بين البلدين. وفي معرض تناوله لهذه المخاوف، أكد مويزو “سنواصل الانخراط في ممارسات تجارية شفافة ومتوازنة لمعالجة أي مخاوف ودعم المصالح الاقتصادية لأمتنا”.

إعادة ضبط السياسة الخارجية لجزر المالديف

كما اغتنم الرئيس مويزو الفرصة لتوضيح موقف إدارته من السياسة الخارجية، والذي وصفه بأنه نهج “جزر المالديف أولاً”. وبينما ينظر إليه بعض المحللين على أنه متحالف مع الصين، يصر مويزو على أن أولويته هي حماية المصالح الوطنية لجزر المالديف مع الحفاظ على العلاقات الودية مع جميع البلدان، وخاصة جيرانها.

وقال مويزو “إن سياستي هي سياسة “جزر المالديف أولاً”. وبالنسبة لي، ستأتي جزر المالديف دائمًا في المقام الأول. لكن احترام جيراننا وأصدقائنا جزء لا يتجزأ من حمضنا النووي”.

واعترف بالأهمية التاريخية والجغرافية لعلاقة جزر المالديف مع الهند، قائلا: “لقد كان الهنود موضع ترحيب دائما في جزر المالديف، ويواصل الهنود الازدهار في جزر المالديف، وهم آمنون وسعداء. والسياح الهنود مرحب بهم في جزر المالديف”.

وأكد مويزو على أهمية الروابط بين الشعبين، والتي كانت بمثابة حجر الزاوية في العلاقة بين جزر المالديف والهند لعقود من الزمن.

(مع مدخلات من TOI)

للمزيد : تابعنا هنا ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر .

مصدر المعلومات والصور: economictimes

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى