تعد بلدان الجنوب العالمي، بما في ذلك بلدان أمريكا اللاتينية وأفريقيا وآسيا، موطنًا لتنوع بيولوجي أكثر ثراءً من بلدان الشمال العالمي، ومع ذلك فإن هذا التنوع البيولوجي ممثل بشكل ضعيف في قواعد البيانات الجينومية التي تعتبر بالغة الأهمية لجهود الحفظ.
كشفت دراسة نُشرت مؤخرًا في مجلة Molecular Evolution أن الأنواع من نصف الكرة الشمالي، وخاصة أمريكا الشمالية وأوروبا، ممثلة بشكل غير متناسب في قواعد البيانات هذه، وفي المقابل، لا تزال العديد من الأنواع من المناطق الاستوائية في الجنوب العالمي ممثلة تمثيلاً ناقصًا.
وقام الباحثون بقيادة الدكتور إيثان لينك من جامعة ولاية مونتانا والدكتور دانييل كادينا من جامعة لوس أنديس بتحليل قاعدة بيانات جينية تغطي 21583 نوعا من الثدييات البرية والطيور والزواحف والبرمائيات. وأظهر تحليلهم أن 38% من الأنواع في نصف الكرة الشمالي لديها جينومات مرجعية، مقارنة بحوالي 24 في 100% فقط من نصف الكرة الجنوبي، وعلى الرغم من امتلاكها أعلى تنوع بيولوجي، فإن المناطق الاستوائية، وخاصة في الجنوب العالمي، تواجه أكبر الفجوات في التمثيل الجينومي.
دور البيانات الوراثية في الحفظ
تلعب البيانات الوراثية دورًا حيويًا في اتخاذ قرارات الحفظ. فهو يساعد في تحديد ما إذا كانت الحيوانات الموجودة في منطقة معينة تمثل أنواعًا أو مجموعات مختلفة ضمن نوع واحد، وهو أمر بالغ الأهمية لتصميم استراتيجيات الحفظ. ومع ذلك، فإن الافتقار إلى البيانات الجينية من الأنواع الموجودة في الجنوب العالمي يجعل الحفظ الفعال أكثر صعوبة.
العوائق التي تواجه الباحثين في الجنوب العالمي
يواجه الباحثون في الجنوب العالمي عوائق كبيرة في الوصول إلى التكنولوجيا والتمويل للبحوث الجينومية، وأشار الدكتور كادينا إلى أن العديد من المؤسسات تفتقر إلى الموارد اللازمة لتسلسل الجينوم الكامل وغالباً ما تعتمد على التعاون مع الشمال العالمي. وأشار الدكتور لينك إلى أن هذا يخلق خللاً في التوازن، مما يجعل من الصعب على الباحثين الجنوبيين المساهمة بشكل متساوٍ.
أهمية التعاون المدروس
ولمعالجة هذه الفجوة، أكد الدكتور كادينا على أهمية بناء شراكات طويلة الأمد حيث يشارك الباحثون المحليون في جميع مراحل عملية البحث، مما يضمن تمثيلًا أكبر وتقدمًا في الحفاظ على التنوع البيولوجي.
للمزيد : تابعنا هنا ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر .
مصدر المعلومات والصور: socialpress