“أقف في الليل، في ساعات الصباح الأولى، أدعو وأهمس بصلواتي مع الدموع، وقد ندى نور وجهك، عائد خائفًا”. إنها كلمات تخترق قلبك، وتبقى آثارها فيه. من منا لم يسحره كلام دعاء “سيدي” للشيخ سيد النقشبندي، صاحب الصوت المضيء الممزوج بالقوة والروحانية الذي يجعل روحك تسافر إلى عوالم أخرى بمجرد سماع صوته.
لا يزال دعاء “مولاي” باقيا رغم مرور قرابة نصف قرن أو أكثر على عمر هذا الدعاء الذي يتوارثه الأجيال بحبه وشغفه، وببحث بسيط نجد أن وراء هذا الدعاء الخالد في ذاكرتنا عبقري من عباقرة الموسيقى هو الموسيقار الراحل “بليغ حمدي” الذي حطم المألوف هذه المرة وترك مقطوعاته الفريدة عن الحب والهجر، ليقدم لنا لحنًا فريدًا بكلمات أبدعها عبد الفتاح مصطفى بخيوط من ذهب لم يتأثر بها الزمن، لكنها قادرة في كل مرة تسمعها على السيطرة على روحك وعقلك في آن واحد.
لقد مضى نصف قرن على أهم تعاون فني قاده رئيس جمهورية مصر آنذاك الراحل محمد أنور السادات، الذي نجح بسياسته ودبلوماسيته المعهودة في إتمام صفقة فنية أنتجت لنا هذا الدعاء، ولم يخطر ببال الشيخ النقشبندي أن يتعاون مع ملك الموسيقى بليغ حمدي في عمل فني، ولكن عبقرية بليغ حسمت الأمر.
وفي حفل زفاف ابنة السادات، وتحديداً عام 1972، طلب الرئيس الراحل من النقشبندي وبليغ حمدي التعاون فنياً، بحضور المذيع وجدي الحكيم، لكن النقشبندي رفض وقال حرفياً: «كيف أعمل مع شخص عمله الوحيد الراقصات؟».
وحاول الحاكم إقناع النقشبندي، وبالفعل نجح في ترتيب لقاء بينهما، إلا أن النقشبندي أصر على عدم اقتناعه بهذا التعاون، وفي وسط إلحاح الحاكم قال النقشبندي إنه تعهد بخلع عمامته إذا نجح بليغ في إقناعه.
وبعد أقل من ساعة نجح بليغ في إقناع النقشبندي بالتلحين معه، بعد أن كان ينشد كل الأدعية الدينية من دون موسيقى. وحينها اعترف بعبقرية بليغ وعبقريته، وخلع عمامته وقفطانه أيضاً بعد أن اتفق معه على البدء في التحضير لأهم دعاء في تاريخ الإنشاد الديني.
للمزيد : تابعنا هنا ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر .
مصدر المعلومات والصور: socialpress